واصل الاحتلال الصهيوني حملة اعتقالاته في عدة مناطق من فلسطين المحتلة، بالرغم من أن حالة من الترقّب الحذر سادت، أمس السبت، القدس المحتلة ولاسيما في محيط المسجد الأقصى المبارك، بعد يوم ملتهب إثر اقتحام قوات الاحتلال للمسجد. وأفرجت قوات الاحتلال عن عدد كبير من الشبان الذين اعتقلتهم خلال اقتحام الأقصى، والمواجهات التي تبعت ذلك في عدة نقاط.
قال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري في تصريحات إن «المعركة مع الاحتلال والمستوطنين لا تزال قائمة في الأقصى، لأن العيد لدى الاحتلال مستمر لمدة أسبوع، وعلينا أن نكون متيقظين لأي غدر، وأن نواصل شد الرحال للأقصى».
فيما واصلت دول ومنظمات، إصدار بيانات إدانة شديدة اللهجة بعد اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى. وأدانت لجنة حقوق الإنسان العربية بشدة اقتحام الأقصى، داعية لجنة التحقيق الدولية المشكلة من قبل مجلس حقوق الإنسان، إلى ضرورة الإسراع في إصدار تقريرها عن هذه الانتهاكات، من أجل ضمان المساءلة والمحاسبة عنها.
وأكد رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية جابر المري، في تصريح إعلامي، أن «ما شهده المسجد الأقصى من تعدٍ على المصلين هو امتداد لسلسلة بغيضة من الانتهاكات التي تمارسها القوة القائمة بالاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وإمعان في خرق القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وعدم احترام الحق في ممارسة الشعائر الدينية».
وأشار إلى أن مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أصدر بتاريخ 21 ماي 2021، قرارا بتشكيل اللجنة الدولية المستقلة المستمرة للتحقيق في جميع الانتهاكات الصهيونية.
ودعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى ضرورة «المحافظة على الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس، مؤكدا التزامه «بدعم الفلسطينيين لحل النزاع على أساس قرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الثنائية»، بحسب قوله. وقال غوتيريش في بيان: «يشعر الأمين العام بقلق بالغ إزاء تدهور الوضع الأمني في القدس». وأضاف: «يدعو الأمين العام القادة من جميع الأطراف إلى المساعدة في تهدئة الوضع. يجب أن تتوقف الاستفزازات في الحرم الشريف الآن لمنع المزيد من التصعيد».
وتابع البيان: «ويكرر دعوته إلى الحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس واحترامه». وعلى الرغم من إفراجها عن عدد كبير ممن اعتقلتهم عقب الأحداث الأخيرة، فإن قوات الاحتلال واصلت حملات اعتقالها اليومية في الضفة والمناطق المحتلة عام 1948.
واعتقلت قوات الاحتلال، فجر أمس السبت، سبعة شبّان بينهم ثلاثة أطفال، بعد الاعتداء عليهم خلال وقفة في مدينة أم الفحم في أراضي 48 نظمت احتجاجا على اعتداءات الاحتلال في القدس والأقصى، كما اعتقلت قوات الاحتلال، فجر أمس السبت، شابين من مخيم جنين وآخر من بلدة قباطية جنوبي المدينة، وذلك لدى مرورهم عند حاجزين عسكريين.
وفي جنين أيضا، أصيب شاب من مخيم جنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فجر أمس، خلال مواجهات مع الاحتلال جرت على حاجز الجلمة العسكري شمالي المدينة. فيما أصيب، فجر أمس السبت أيضا، طفل يبلغ من العمر 16 عاما برصاص الاحتلال خلال مواجهات جرت في بلدة الخضر جنوبي بيت لحم، تنديدا باقتحام المسجد الأقصى. يذكر أنه عادت ذكرى استشهاد البطل أبو جهاد، أمس السبت.