تستغل اسرائيل في كل مرة الوهن العربي والاسلامي والانقسامات التي يعرفانها لتمرير مشروعها التوسعي العدواني على الشعب الفلسطيني لاسيما في قطاع غزة المعروف بالجناح المقاوم والممافع خالقة بذلك ذرائع واهية محاولة ايهام العالم بأنها تقوم بحماية نفسها من صواريخ القسام وغيرها.
اعتداءات اسرائيل ليست وليدة اليوم فهي عقيدة تتبعها كونها دولة استعمارية استيطانية ضاربة عرض الحائط كل الأعراف والقوانين الدولية فقد ضربت السودان وضربت سوريا وضربت غزة واعتدت على لبنان وتدعمها في ذلك قوى حليفة كأمريكا وبريطانيا ولا رادع لها في كل مرة وتستمد اسرائيل قوتها من ضعف خصومها العرب والمسلمين الذين لايحركون ساكنا والاكتفاء بالشجب والتنديد والمطالبة بوقف العدوان.
وقد أدركت تل أبيب الانقسامات العربية والاسلامية وعملت على استفحالها فأقامت العلاقات الديبلوماسية مع العديد منها وحرضت بعضها عن البعض الآخر بل وشجعت فصائل وأحزاب داخل البلد الواحد على التناحر والتقاتل لاضعاف بلدانها مستغلة مايسمى بـ«الربيع العربي” الذي لم يزهر بل زادها تخلفا وتأزما لاسيما بدول مايعرف بالدول الممانعة كسوريا والعراق ومصر واليمن.
إن ظهور ما يسمي بـ«داعش” التي أعلنت الخلافة لاقامة الدولة الاسلامية كما تدعي لم تجاهد في فلسطين دفاعا عن القدس بل تعمل على تدمير الدول الاسلامية خدمة لاسرائيل وماكانت اسرائيل لتجرؤ على ضرب غزة ومواطنيها لو كانت تعلم ان العرب والمسلمين متحدون لكنها تعلم أن مصر تواجه متاعب وأن سوريا حطمت بنيتها التحتية جراء القتال الذي شارك فيه ارهابيون من ٨٠ دولة وتدرك ايضا أن العراق مهدد بالانقسام، فقوة اسرائيل تكمن في ضعف خصومها وماعلى العرب والمسلمين الا أن ينتفضوا دفاعا عن كرامتهم وكرامة مقدساتهم وهذا لايكون الا بنبذ خلافاتهم الداخلية واقامة الوحدة العربية الإسلامية لأن القوة تكمن في الوحدة.
ضريبة التشرذم العربي
س/ناصر
شوهد:550 مرة