يواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي عدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني بالرغم من مطالبة القيادة الفلسطينية بوضع حد له وفتح تحقيق دولي ومستقل في مقتل الطفل محمد أبو خضير على يد مستوطنين اسرائيليين.
فقد تجددت صباح أمس الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، موقعة شهداء وجرحى بمناطق متفرقة، ويأتي ذلك في إطار توسيع الاحتلال عمليته العسكرية بغزة، من جهتها، توعدت فصائل المقاومة بالرد الموجع.
وأفادت مصادر صحية فلسطينية في غزة بسقوط أربعة شهداء في غارة استهدفت سيارة في شارع الوحدة وسط مدينة غزة، كما استشهد ناشط فلسطيني في وقت سابق أمس في غارة استهدفت موقعا تابعا لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) غرب مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع.
كما قالت وزارة الداخلية الفلسطينية إن ستة فلسطينيين على الأقل استشهدوا وجرح 25 آخرين في هجوم إسرائيلي وقع أمس على منزل في قطاع غزة.
وقال سكان إن المنزل خاص بأسرة أحد أعضاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسقط القتلى والجرحى عندما تعرض المنزل لهجوم للمرة الثانية أمس.
وأضاف السكان أن الناس تجمعوا بعد الضربة الأولى على سطح المنزل كدروع بشرية على أمل أن وجودهم سيمنع الضربة الثانية.
واستهدفت الغارات نحو خمسين موقعا في القطاع، حيث عمد الجيش الإسرائيلي إلى الاتصال ببيوت بعض الفلسطينيين وأمرهم بإخلاء منازلهم قبل أن يدمرها بالكامل بصواريخ جو أرض.
وذكر مراسلون أن الحكومة الإسرائيلية أوعزت لجيش الاحتلال بتوسيع رقعة العملية العسكرية في غزة.
وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون من أن العملية العسكرية التي بدأها الجيش ضد غزة تحت اسم « الجرف الصامد « ستستمر عدة أيام إذا لم تلتزم حماس بالهدوء وتوقف إطلاق الصواريخ.
من جهته، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي المقدم بيتر ليرنر إن بلاده تستعد لإمكانية إرسال قوات برية إلى غزة .
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تعهد قبل يومين «بعمل كل ما هو ضروري» لإعادة الهدوء إلى البلدات الإسرائيلية الجنوبية.
في المقابل، أكدت كتائب القسام أن قصف الاحتلال البيوت الآمنة خط أحمر، وحذرت من أنه إذا لم تتوقف هذه السياسة فسترد عليها .
ويواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي عدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني بالرغم من مطالبة القيادة الفلسطينية بوضع حد له وفتح تحقيق دولي ومستقل في مقتل الطفل محمد أبو خضير على يد مستوطنين اسرائيليين.
ومعلوم أن قطاع غزة يشهد توترا متصاعدا بعد اتهام إسرائيل حركة حماس بالمسؤولية عن خطف ثلاثة شبان إسرائيليين في الضفة الغربية في 12 من شهر جوان الماضي وتهديدها بدفع ثمن ذلك بعد العثور على جثثهم يوم الاثنين الماضي.
ويهدد استمرار التصعيد بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل بانهيار اتفاق التهدئة الذي أعلنته مصر بوساطتها بين الجانبين في 21 نوفمبر 2012.
وأنهى الاتفاق حينها عدوانا عسكريا شنته إسرائيل على قطاع غزة استمر ثمانية أيام وأسفر عن مقتل 184 فلسطيني مقابل 6 إسرائيليين .
وفي خضم التصعيد الذي تعكس ملامحه عدوانا واجتياحا محتملا لغزة، تبقى آمال الشعب الفلسطيني معلقة على أي تحرك دولي من شأنه أن يضع حدا لانتهاكات الاحتلال الاسرائيلي المتصاعدة بحقه.