تنظر واشنطن في إرسال إمدادات عسكرية طارئة إلى العراق، بعد سيطرة المسلحين على الموصل.
من المتوقع أن تنقل جوا، في وقت قريب جدّا، إمدادات تشمل صواريخ “هيلفاير” وطائرات من دون دون طيار من نوع “سكان إيغل”، بحسب ما كشفت عنه مصادر أمنية غربية لصحيفة «الأندبندت» البريطانية.
وقد ذكرت الصحيفة، أن هذه الأسلحة تمثل جزءاً من صفقة بقيمة خمسة عشر مليار دولار بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية.
إن أمريكا، التي تدعي الحرية والديمقراطية، هي من تسبّب في ما يحدث للعراق اليوم، فهي التي غزت العراق واحتلته ثماني سنوات، مدعية أنها جاءت لتقضي على من وصفته «بالدكتاتور» صدام وتنشر الديمقراطية في العراق، لكن ما كانت تضمر ليس ما كانت تظهر، حيث استغلت ثروات البلد ونشرت الفتنة وسط العراقيين وخططت لتقسيمه إلى ثلاث فدراليات بين شيعة وسنة وأكراد، فالبلد الذي كانت فيه نسبة الأمية صفرا، أصبح اليوم غارقا في أوضاع أمنية متدهورة وسط انتشار الأمية بشكل فظيع. فالقتلى والجرحى يوميا منذ سنوات، فما يهم أمريكا هو مصلحتها وأمنها القومي وقوتها، كونها تعتمد الواقعية في علاقاتها مع الآخرين، فما تسمّيه مساعدات في حقيقة الأمر تجارة وتشجيع على القتال والانفصال وتقسيم البلدان وتخريبها لإعادة بنائها من جديد، فماذا يعني إرسال «مساعدات» عسكرية بقيمة ١٥ مليار دولار لتقتيل العراقيين فيما بينهم، أليس ذلك «سايس بيكو» جديد؟
إن هجوم تنظيم «داعش» على محافظة نينوى والموصل أفرز معطيات جديدة للخارطة الميدانية في العراق، ولكن هل فعلا أن عناصر «داعش» لوحدهم سيطروا على ثاني أكبر محافظة بعد بغداد، أم أن الجيش والمواطنين معهم، أم أن المسلحين بسوريا تسللوا للعراق؟
كما سيطر تنظيم «داعش» على منطقتين في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، بعد أن تمكن من السيطرة على النجف وأجزاء من كركوك، بحسب تصريحات لواء في الجيش العراقي.
وإثر الإعلان عن سقوط النجف، قررت حكومة نوري المالكي تسليح المواطنين لقتال عناصر «داعش» التي كانت قد سيطرت على الفلوجة في جانفي وعدة مناطق أخرى في محافظة الأنبار، فهل هي مؤشرات «حرب أهلية» أكثر عنفا ومأساوية لا تبقي ولا تذر؟