أعلنت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة «سامنتاباور»، أن هجوما على قاعدة للأمم المتحدة في «بور» بجنوب السودان، قد خلّف ٢٠ قتيلا على الأقل، ونحو ٧٠ جريحا على أيدي مدنيين مسلحين تظاهروا بأنهم محتجون سلميون وأنهم يقدمون إلتماسا إلى بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان.
وقد أدانت الولايات المتحدة هذا الهجوم الخادع على قاعدة الأمم المتحدة، التي تأوي حوالي خمسة آلاف مدني.
وتحدثت مصادر أخرى عن مقتل ٤٨ شخصا وجرح ٦٠ آخرين بالقاعدة المتواجدة بمدينة «بور»، حيث يتمركز جنود من الهند وكوريا الجنوبية، ضمن قوّة حفظ السّلام الدولية، مضيفة أن عدد القتلى مرجّح ارتفاعه لخطورة حالات بعض الجرحى.
وقد أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة «ستيفان دوجارتيش»، أن العدد الدقيق للقتلى والجرحى لم يتحدد بعد.
ويذكر أن آلاف الأشخاص قتلوا وشرّد أكثر من مليون منذ اندلاع القتال في دولة جنوب السودان في منتصف ديسمبر، نتيجة صراع السلطة بين الرئيس سلفاكير ونائبه السابق مشار، وقد لجأت عشرات الآلاف إلى قواعد تابعة للأمم المتحدة في أنحاء البلاد، طلبا للحماية من الاقتتال الدامي.
وقد صرح الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، أن الجنوبيين عرضوا الوحدة مع السودان من جديد، وعبّروا عن أسفهم على الانفصال، مؤكدا أنه حال اقتنعنا سنعرض الأمر في استفتاء على السودانيين. وقد انفصل جنوب السودان عن السودان في ٢٠١١.
وأضاف البشير، لدى مخاطبته المؤتمر الرابع لأمانات الزراع والرعاة في حزب المؤتمر الحاكم، الولايات السودانية، أمس الجمعة، أن حزب المؤتمر الحاكم بدأ الإصلاح من القاعدة.
من جانبه، أدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بقوّة، الهجوم على القاعدة الأممية بجنوب السودان، حيث تحمي بعثة الأمم المتحدة المدنيين، معتبرا ذلك جريمة حرب وتصعيدا خطيرا، حاثا الحكومة على ضرورة اتخاذ خطوات بشكل فوري لضمان سلامة جميع مواقع حماية المدنيين في البلاد.
وقال، من جهة أخرى، «توبي لانزر»، مسؤول عملية الإغاثة التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان، إن مجموعة تضمّ حوالي ٣٠٠ شاب اقتربوا من مجمع الإيواء، كأنهم يرغبون في تقديم إلتماس، واقتحمت المجموعة الأبواب وبدأت في إطلاق النار، في هجوم وُصف بالجبان والبغيض. وقد أطلق جنود حفظ السّلام التابعون للأمم المتحدة، طلقات تحذيرية قبل احتدام المواجهات، وتمكنوا من إجبار المسلحين على الانسحاب، وإلا لكانت الحصيلة المأسوية أكبر.