في الدول الأكثر فقرا - ولا سيما في أفريقيا- من الصعب تطبيق تدابير الحد من التنقلات التي تثير موجة نزوح من المدن، وأماط فيروس كورونا اللثام عن العدد الهائل من الفئات الهشة اقتصاديا حتى في الدول القوية اقتصاديا وصناعيا.
ويغادر المئات في مدغشقر العاصمة أنتاناناريفو في صفوف طويلة، وقال ريتشارد راكوتواريسوا رب العائلة الثلاثيني «توقفنا عن العمل لالتزام بتعليمات الحجر المنزلي، وبالتالي لا بد لنا من أن نأكل ونطعم أولادنا».وأضاف «كان الخيار لدي بين أن أخالف التعليمات أو أغادر» العاصمة.
وفي جنوب أفريقيا، أطلقت الشرطة الرصاص المطاطي أمس السبت لتفريق مئات الأشخاص المتجمعين أمام متجر في جوهانسبرغ، مخالفين تعليمات الحجر.
وفي ايطاليا التي تتصدر الترتيب العالمي في عدد الوفيات جراء الجائحة، أعلن رئيس الوزراء جوزيبي كونتي أنه سيتم توزيع قسائم غذائية على الأكثر فقرا والأكثر تضررا جراء توقف الاقتصاد.
ومع تفشي الفيروس بشكل كبير جدا اضطر رئيس الوزراء الايطالي الأسبوع، إلى إعلان وقف الإنتاج ما يعني وضع عشرات الآلاف من العمال في البطالة الإجبارية.
وإزاء الكارثة الاقتصادية التي تلوح في الأفق تسعى الأسرة الدولية لرصد أموال طائلة، فإلى جانب خطة الإنقاذ بقيمة تريليوني دولار التي أعلنت عنها الولايات المتحدة وعدت دول مجموعة العشرين هذا الأسبوع بضخ خمسة آلاف مليار دولار لدعم الاقتصاد العالمي.
أما رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، فقد طلب الصفح من فقراء بلاده مع تفاقم الثمن الاقتصادي والإنساني للحجر الصحي العام في البلاد، وتصاعد الانتقادات لغياب التخطيط المناسب قبل الحجر.
وقال مودي في كلمة وجهها لشعبه عبر الراديو أمس: «أود أولا أن أطلب الصفح من كل أهل بلادي»، مضيفا أن الفقراء سيفكرون بالتأكيد «أي رئيس وزراء هذا الذي عرضنا لهذه المتاعب الهائلة؟»، وحث المواطنين على استيعاب أنه لم يكن هناك خيار آخر.
وتابع: «الخطوات التي اتخذت حتى الآن... ستمكن الهند من النصر على كورونا».وكان مودي قد أعلن الثلاثاء فرض حجر صحي عام في الهند يستمر 21 يوما للحد من انتشار كورونا.
لكن القرار كان له وقع الصاعقة على ملايين الهنود الفقراء لأنه ترك الكثيرين منهم جوعى، وأجبر عشرات الألاف من المهاجرين العاطلين على الفرار من المدن والسير مئات الكيلومترات عائدين إلى القرى التي جاؤوا منها.وارتفعت حالات الإصابة المؤكدة بكورونا في الهند أمس، إلى 979 حالة بما فيها 25 حالة وفاة.