أصدر رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، القرار رقم (36) لسنة 2025، القاضي بحظر كافة المظاهر المسلحة داخل العاصمة طرابلس، ومنع تحرك الآليات العسكرية داخلها تحت أي ذريعة كانت.
نصّ القرار على إسناد مهمة ضبط الأمن وفرض النظام إلى مديرية أمن طرابلس والشرطة العسكرية، في خطوة تهدف إلى إنهاء حالة الفوضى وتعزيز الاستقرار داخل العاصمة.وجاء القرار استنادًا إلى الإعلان الدستوري وتعديلاته، والاتفاق السياسي الليبي الموقع في ديسمبر 2015، ومخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي، بالإضافة إلى عدد من قرارات المجلس الرئاسي ذات الصلة، وعلى رأسها قرار وقف إطلاق النار وتنظيم الترتيبات الأمنية.
ودعا القرار كافة الجهات المختصة إلى تنفيذ بنوده اعتبارًا من تاريخ صدوره، الموافق ليوم 11 جوان 2025 م، مؤكدًا أن الخطوة تأتي في إطار المصلحة العامة والسعي نحو استقرار مؤسسات الدولة داخل العاصمة.
ويُنتظر أن يُسهم القرار في الحد من التوترات الأمنية المتكرّرة، ويؤسّس لمرحلة أكثر انضباطًا في المشهد الأمني داخل طرابلس.
تعزيــــز سلطــة الدولـة
في الأثناء، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، في بيان رسمي، نجاح الحكومة في التوصل إلى اتفاق شامل مع جهاز الردع، ويهدف الاتفاق إلى تهدئة التوترات الأخيرة في العاصمة طرابلس وتجنب اندلاع مواجهة مسلحة، وذلك بعد جهود مشتركة قادها كل من رئيس الوزراء ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي.
وأوضح البيان أنّ الاتفاق تضمّن التزام جهاز الردع بالانسحاب من مطار معيتيقة الدولي، وتسليم مراكز الاحتجاز الرئيسية إلى سلطة الدولة تحت إشراف وزارة العدل والهيئات القضائية، واصفا هذه الخطوة بأنها محطة حاسمة في مسار استعادة السيادة الكاملة على البنية التحتية الحيوية، وإنهاء نفوذ الجماعات المسلحة على المؤسسات السيادية.
وأكّدت الحكومة في بيانها أنّ الاتفاق يعد بداية عملية لتفكيك “الهياكل الأمنية الموازية غير القانونية”، وتعزيز سلطة الدولة وحماية المدنيين من تبعات أي صراع جديد. كما شدّد البيان على التزام حكومة الوحدة الوطنية الراسخ بحل النزاعات بالطرق السلمية، ومواصلة الضغط على الجهات التي وصفها بـ “غير الشرعية” حفاظا على سيادة ليبيا واستقرارها.
وأشار البيان إلى أنّ التفاهمات الأخيرة برهنت على قدرة الحكومة على استخدام أدوات الضغط السياسية والأمنية والعسكرية بشكل متوازن، من أجل فرض سلطة الدولة دون الانزلاق إلى حرب داخل العاصمة.