ظهر الفيروس الذي يجتاح أوروبا الآن، فيما لا يقل عن 27 من بين 49 دولة في أفريقيا جنوبي الصحراء. وفي معظمها، لم يتجاوز عدد الحالات المسجلة رقم تسعة ولم تظهر على الأغلب في الداخل وإنما جاءت من الخارج، ومن أوروبا بالأساس.
لكن المخاطر كبيرة، فإذا وصل المرض إلى المناطق الأشد فقرا في أفريقيا، فإن عوامل كالظروف المعيشية البائسة والازدحام قد تجعله ينتشر بسرعة البرق.
وقررت الكاميرون الثلاثاء إغلاق حدودها البرية والجوية والبحرية إلى أجل غير مسمى وهي خطوة غير مألوفة في قارة تخشى منظمة الصحة العالمية من أن الحدود غير المحكمة بين دولها تعني أن حركة التنقل قد تستمر دون رقابة.
والدول التي لا توجد فيها حالات إصابة بفيروس كورونا تتحرك. وقالت حكومة مالي إنها قررت تعليق الرحلات الجوية القادمة من بلدان ظهر فيها الفيروس بينما قال محمد إيسوفو رئيس النيجر في بيان إن بلاده قررت وقف الرحلات الدولية وإغلاق الحدود البرية لمدة أسبوعين اعتبارا من اليوم الخميس.
والمستشفيات في أنحاء القارة مثقلة بالفعل بحالات الحصبة والملاريا وغيرهما من الأمراض المعدية المميتة وأدت الصراعات إلى نزوح مئات الآلاف ودمرت البنية التحتية.
ومطالبة الناس بالعزل الذاتي في المنزل ليست عملية في كثير من الحالات، حيث تعيش عائلات كبيرة في غرفة واحدة وتتشارك مع العائلات الأخرى في الحي في صنابير المياه والمراحيض وتعيش على ما تكسبه من العمل اليومي.
الاحتواء مستحيل في بعض المناطق
وقال جون نكنجاسونج، رئيس المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يوم 11 مارس آذار «على أفريقيا أن تستعد لتحد كبير».
وأضاف «ما زلت أعتقد أن احتواء التفشي ممكن، لكن من خلال توسيع الفحص والمراقبة».
لكن الاحتواء مستحيل على ما يبدو في بعض المناطق.
ففي دولة جنوب السودان، الذي دمرته حرب أهلية استمرت لمدة خمس سنوات، قال الدكتور أنجوك جوردون كول، مدير حوادث التفشي في وزارة الصحة إنه لا يوجد لدى الحكومة سوى 24 سريرا لعزل المرضى.
وأضاف أن مسؤولي الصحة العامة يحثون الناس على غسل اليدين، لكن الكثيرين في الدولة الفقيرة، التي تقع في شرق أفريقيا ويبلغ عدد سكانها 12 مليونا، لا يستطيعون شراء الصابون وليست لديهم مياه نظيفة جارية.
وفي بوركينا فاسو، التي تواجه جماعات إرهابية مرتبطة بتنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة، قالت وزارة الصحة في تقرير إن البلاد لا تملك الموارد للتعامل مع تفشي الفيروس.
وأودت الإيبولا بحياة أكثر من 11 ألف شخص في غرب أفريقيا بين عامي 2013 و2016، معظمهم في غينيا وليبيريا وسيراليون. ودمر المرض مجتمعات لكنه قدم دروسا قيمة.
وتتعاون المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، التي أنشأها الاتحاد الأفريقي في 2017، مع منظمة الصحة العالمية لتعزيز التنسيق في مواجهة الطوارئ وتحسين الفحص والمراقبة وتجهيز مراكز العلاج.