اتهم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس، بأديس أبابا، بعض البلدان، دون ذكر أسمائها، بأنها مسؤولة مباشرة عن الفوضى في ليبيا، داعيا إلى وضع حدّ لهذا النزاع، نظرا لعواقبه على منطقة الساحل.
وصرح غوتيريش من على منبر الاتحاد الأفريقي قائلا: «لم تكن ليبيا لتغرق في هذا النزاع الخطير والهدام دون التآمر المباشر لبعض أعضاء المجتمع الدولي». ودعا إلى «وضع حد للصراع في ليبيا»، قائلا: «الحل السياسي وحده ما سيجلب السلام».
في المقابل، اقترح مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، الذي انعقد باديس بابا، ثلاث مبادرات ملموسة للحل الفوري للأزمة الليبية.
تتضمن الخطوة الأولى انتشار بعثة ملاحظين عسكريين أفارقة لمراقبة وقف إطلاق النار وتحقيق الاتصال مع الاطراف الليبية فور التوقيع على اتفاق وقف المعارك، وفق تصريح مصادر مقربة من الاجتماع لـ(واج).
وأضافت المصادر، أن إرسال هذه البعثة سيسبقه انتشار مسبق تضمنه بعثة مشتركة تقويمية تابعة للاتحاد الافريقي والأمم المتحدة.
والخطوة الثانية تتضمن إنشاء مجموعة اتصال على مستوى اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الافريقي حول ليبيا لمراقبة التطورات بطريقة منتظمة. هذا الفريق ينبغي أن يتصرف كالذراع العملياتي للجنة رفيعة المستوى.
وفي الأخير، فإن مجلس السلم والأمن قد يوجه نداء لمجلس الأمن لتطبيق العقوبات المرتقبة في حالة خرق الحظر على الأسلحة.
وبحسب نفس المصادر، كان لرئيس مجلس السلم والأمن إسماعيل شرقي، مداخلة حول الوضع في الساحل وليبيا تضمنت ثلاث مبادرات ملموسة من أجل ليبيا وأربع مبادرات من أجل الساحل. وناقش هذه المقترحات الزعماء الافارقة خلال قمة الاتحاد الإفريقي المقررة يومي الأحد والأثنين بأديس أبابا.
دعم الشركاء
قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، إن النزاع في ليبيا وارتفاع الاعتداءات الإرهابية في الصومال ومنطقة الساحل، وحول حوض بحيرة تشاد، يشكلان مصدر «قلق كبير» بالنسبة للقارة.
وقال فكي، «نحتاج إلى جميع الشركاء الدوليين لحل الأزمة الليبية»، وذلك خلال افتتاح القمة الأفريقية في أديس أبابا.
أعلنت الأمم المتّحدة، أنّ جولة المحادثات التي عقدت برعايتها في جنيف بين طرفي النزاع في ليبيا، انتهت الجمعة من دون التوصّل إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أنّها دعت الطرفين للاجتماع مجدّداً في 18 الجاري.
وأضافت، أن الطرفان قد اتّفقا على ضرورة استمرار التفاوض وصولاً لاتفاقية شاملة لوقف إطلاق النار.
وطالب المدير الإقليمي للشرق الأوسط والأدنى وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الألمانية، السفير كريستيان باك، بضرورة «الحفاظ على التزامات مؤتمر برلين الآن والتوصل إلى وقف تام ودائم للأعمال العدائية».
جاء ذلك في معرض تعليق على إعلان البعثة الأممية عدم توصل طرفي اللجنة العسكرية «5+5» في جنيف إلى تفاهم حول طرق إعادة الحياة الطبيعية لمناطق الاشتباكات. وقال باك في تغريدة عبر تويتر اليوم، «لن يكون هناك فائزون إذا استؤنفت النزاعات العسكرية».