دعا مجلس الأمن الدولي، طرفي النزاع في ليبيا للتوصل «في أقرب وقت ممكن» لوقف لإطلاق النار يتيح إحياء العملية السياسية الرامية لوضع حد للحرب الدائرة في هذا البلد.
قال المجلس، في بيان صدر في ختام اجتماع حول نتائج قمة برلين حول ليبيا، إن «أعضاء مجلس الأمن يحضون الأطراف اللّيبية على المشاركة بشكل بناء في اللجنة العسكرية المسماة 5+5 من أجل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن». في بيانهم رحّب أعضاء مجلس الأمن بنتائج مؤتمر برلين، الذي انعقد يوم الأحد الماضي، وضم الدول الفاعلة في الصراع الليبي، إضافة إلى عدد من المنظمات الدولية.
قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إنّ مجلس الأمن سيبدأ في الأيام المقبلة مناقشة مشروع قرار بشأن ليبيا. وذكر أحد الدبلوماسيين، إنّه خلال اجتماع مجلس الأمن، طالبت روسيا بشكل خاص بأن يركّز مشروع القرار على نتائج قمة برلين، دون أن ينص في الوقت الراهن على آلية لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل.
في السياق، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، إنه يأمل أن تجتمع اللجنة العسكرية (5+5)، في مدينة جنيف السويسرية، مطلع الأسبوع المقبل.
دعوة لحفتر
دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، العسكري المتقاعد خليفة حفتر إلى «القبول بمخرجات مؤتمر برلين» بشأن ليبيا. وقال غوتيريس: «عليك القبول بشكل كامل بمخرجات قمة برلين، وينبغي أن تكون القيادة من أجل بقاء ليبيا موّحدة وقادرة، يحكمها اللّيبيون في سلام وأمن وتعاون مع جيرانها».
شدد على ضرورة احترام جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بحظر تصدير السلاح الى ليبيا، متابعا: «لقد قدمت إفادة إلى أعضاء مجلس الأمن حول ليبيا، وأعتقد أنه من المهم أن ندرك أن المؤتمر كان خطوة هائلة، إذ رأينا للمرة الأولى هؤلاء الذين لديهم تأثير مباشر أو غير مباشر على الصراع يجتمعون معا على طاولة واحدة، ويعلنون التزامهم بعدم التدخل (في شؤون ليبيا الداخلية) وأنهم ملتزمون بدعم وقف إطلاق النار وتعزيز العملية السياسية».
لكن كل هذا هو مجرد بداية بحسب غوتيريس، الذي أشار إلى أن «أحد طرفي الصراع (لم يسمه) لم يؤكد بشكل علني حتى الآن دعمه لمخرجات مؤتمر برلين، نعم لدينا هدنة تشهد بعض الخروقات، ونحتاج إلى أن ننتقل إلى مرحلة وقف إطلاق النار، وبعدها إلى عملية سياسية حقيقية، ونحن لم نصل إلى هذه المرحلة بعد».
حول ما إذا كان قد طلب من مجلس الأمن خلال الجلسة المغلقة إصدار قرار لدعم نتائج مؤتمر برلين، عقب: «من المهم أن يكون هناك إجماع داخل مجلس الأمن بشأن ليبيا، فنحن نرى خرقا واضحا لحظر تصدير السلاح إلى هذا البلد، وهذا أمر غير مقبول ولا نريده». جاءت هذه التصريحات عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة ملف الأزمة الليبية، أمس الأول، حيث دعا المجلس طرفي النزاع في ليبيا للتوصل «في أقرب وقت ممكن».
من جهته، أعرب سفير جنوب إفريقيا، جيري ماثيوز ماتغيلا عن أمله في إسناد دور أكبر لإفريقيا في العملية الدولية الجارية بشأن ليبيا، معتبراً أنّ القارة السمراء مهمّشة على هذا الصعيد.