تستضيف مدينة «بوو» جنوب فرنسا، اليوم، قمة لمجموعة دول الساحل الخمس، لبحث الوضع الأمني في المنطقة واحتياجات القوة الأفريقية لهذه الدول لمحاربة الإرهاب في هذا الجزء من القارة الافريقية. من المقرر ان تركز القمة على الوجود العسكري الفرنسي في منطقة الساحل، ومكافحة الجماعات الارهابية في هذه المنطقة الشاسعة من القارة الافريقية، الى جانب بحث سبل التحدي الأمني في الساحل خاصة أنه سيتم دعوة قوات عسكرية أوروبية للانضمام إلى جهود قوة «برخان» العاملة في مالي.
ذكرت مصادر اعلامية أن موريتانيا التي تستعد لتسلم الرئاسة الدورية لمجموعة الساحل، ستشارك بوفد هام في قمة «بوو» دعما للجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في الساحل.
يحضر كل من الرؤساء الدول الافريقية الخمس المعنية مالي وموريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، أشغال القمة، الى جانب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس، ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي محمات موسى فقي ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارلز فيشال، بالإضافة إلى وزراء الخارجية والدفاع والمسؤولين عن الأمن والاستخبارات للدول المعنية.
تصاعد الهجمات الارهابية
لا شك أن الأنشطة غير المشروعة -مثل تجارة الأسلحة والمخدرات والتهريب وسرقة الماشية, والاستغلال غير القانوني للمعادن، والصيد غير المشروع للحيوانات- تمثل شريان بقاء الجماعات الارهابية في مناطق الصحراء الشاسعة, ولا سيما على جانبي الحدود. وتمددت المجموعات الارهابية جنوب وغرب المنطقة لتشمل وسط مالي النيجر وبوركينافاسو, وعلى وجه الخصوص أصبحت منطقة «ليبتاكو غورما» -وهي شريط حدودي يمتد عبر جميع الدول الثلاث-، مسرحا للعمليات الارهابية، منذ سبتمبر الماضي، ما أدى الى مقتل ما يقرب من 100 عسكري من مالي.
في ظل مشهد أمني دام تشهده منطقة الساحل منذ فترة طويلة بتنفيذ الجماعات الارهابية لهجمات تستهدف باستمرار المدنيين ومواقع القوات الأمنية والعسكرية وحتى مخيمات للاجئين، قتل 25 شخصا، الخميس الماضي في هجوم على معسكر «شينيغودار»، غرب النيجر على الحدود مع مالي.
قالت الأمم المتحدة، إنها أحصت «46 هجوما على الأقل» لمجموعات ارهابية في النيجر في منطقة «تيلابيري منذ فيفري 2016، وتواجه النيجر أيضا هجمات تشنّها جماعة «بوكو حرام» المتطرفة في جنوب شرق البلاد المحاذي لنيجيريا.
أما مالي، فقد تحولت منذ 2012 إلى بلد غير مستقر، عقب استيلاء جماعات ارهابية على كل شمالها. و كان آخر هجوم استهدف، يوم الخميس الماضي، بقذائف الهاون، معسكرا للجيش في مدينة كيدال شمال شرق مالي، مخلفا إصابة 18 عنصرا من القبعات الزرق، ومدنيين اثنين.
الوضع الأمني المتردي الذي تشهده منطقة الساحل دفع بسكانه الى الخروج الى الشارع مندّدين بالوجود الأجنبي وبالخصوص الفرنسي «غير المجدي» بحسبهم، وبالسياسات الأمنية غير الفعالة» المنتهجة من قبل بلدانهم في مواجهات التهديدات التي تواجه المنطقة خصوصا مشكلة النزوح واللّجوء.