تختبر، اليوم، المبادرة التركية-الروسية، الرامية لوقف إطلاق النار في ليبيا «يومي السبت والأحد»، ورغم ترحيب الطرفين الليبيين المتقاتلين على الأرض بالمبادرة إلا أن المعارك مازالت مستمرة، في وقت تكثفت فيه الجهود الدبلوماسية الدولية الهادفة لإنهاء الاقتتال.
أطلق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال قمتهما الأخيرة في اسطنبول، دعوة مشتركة إلى أطراف النزاع الليبي لـ«إعلان هدنة اعتبارًا من ليلة السبت – الأحد» المقبل، وشددا على أهمية «مشاركة كل الأطراف والدول المعنية بالملف الليبي في الجهود المبذولة لحل هذه الأزمة».
رحبت حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، من دون الإشارة إلى ما إذا كانت ستلتزم به أم لا. ورحب الضابط الليبي المتقاعد خليفة حفتر، من جانبه بالدعوة التي وجهتها تركيا وروسيا لوقف إطلاق النار، مؤكدا في الوقت ذاته استمرار العمليات العسكرية ضد القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.
بحسب بيان صادر عن المتحدث باسمه أحمد المسماري، رحب حفتر بمبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «الرامية إلى إحلال السلام وتحقيق الاستقرار في ليبيا». لكنه أعلن أن «استمرار جهود قواته في حربها على ما أطلق عليها «المجموعات الإرهابية».اتهم حفتر «بعض الدول والحكومات» بتزويد القوات المتمركزة في طرابلس «بمعدات عسكرية وذخائر أسلحة مختلفة، فضلا عن الطائرات الهجومية المسيرة، هذا بالإضافة إلى أن هذه الدول والحكومات تقوم بنقل أعداد كبيرة من الإرهابيين من جميع أنحاء العالم للقتال ضد القوات المسلحة والشعب الليبي».
تتهم حكومة الوفاق الليبية دول أخرى بدعم قوات حفتر بالمعدات الحربية الحديثة وتنفيذ غارات جوية وإقامة غرف عمليات شرق البلاد، وأشارت إلى قيام دولة أجنبية بقصف الكلية العسكرية، مطلع الأسبوع المنقضي وقتل 30 ضابطا.
يشنّ حفتر الذي يتلقى على رأس «القوات المسلحة العربية اللّيبية» الدعم بشكل خاص من مصر والإمارات العربية المتحدة، هجوما منذ بداية 04 أفريل للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج. تتباين مصالح أنقرة وموسكو في ليبيا، إذ تتهم روسيا بدعم حفتر، ولا سيما عبر إرسال مئات من المرتزقة الروس، بينما أعلنت تركيا إرسال قوات إلى ليبيا لدعم الجيش الوطني.
أشاد نائب وزير الخارجية الروسي المبعوث الشخصي للرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميخائيل باغدانوف، بترحيب حكومة الوفاق بالدعوة الروسية التركية لـ»وقف إطلاق النار في ليبيا، وإعلان هدنة اعتبارًا من ليلة السبت – الأحد» المقبل.
كان الرئيس دونالد ترامب أجرى عشية القمة اتصالا هاتفيا مع إردوغان وبحث معه «سبل إعادة الاستقرار في ليبيا»، منوّها بأنه سيتحدث أيضا مع بوتين في هذا الصدد، كما ظهرت نتائج هذا الاتصال بلقاء، أمس، بين مسؤولين في وزارتي الخارجية التركية واليونانية.