يتجه التحرك الدبلوماسي الدولي حول الملف الليبي، نحو لقاء بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، قبل أو أثناء مؤتمر برلين المزمع انعقاده، قبل نهاية الشهر الجاري، فيما أعلنت تركيا ارسال أول دفعة من القوات للعاصمة طرابلس. قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن «روسيا مستعدة لمناقشة الأزمة الليبية مع واشنطن، بعدما تلقت حكومة الوفاق دعما من تركيا».
يأتي هذا التصريح بعد ساعات من وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنقرة للقاء نظيره التركي رجب طيب إردوغان، إذ سيناقشان الأوضاع في كل من ليبيا وسورية.تقول الباحثة في معهد كارنيغي للأبحاث بموسكو ماريانا بيلينكايا إن الدولتين ستحاولان على الأرجح «تقاسم العبء الليبي».
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي، في وقت سابق، إنه بحث الوضع في ليبيا مع كل من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، منوّها بأنه سيتحدث أيضا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذا الصدد. أوضح ترامب أن «هناك فوضى في ليبيا الآن»، مؤكدا أنه ناقش الوضع هناك مع الرئيس التركي وبحث معه «سبل إعادة الاستقرار فيها».
نشر 35 عسكريا تركيا
ذكرت جريدة تركية، أمس، نقلا عن الرئيس رجب طيب إردوغان إن تركيا أرسلت 35 جنديا إلى ليبيا دعما لحكومة الوفاق، لكنهم لن يشاركوا في المعارك. كتبت الصحفية عن إردوغان ردا على تساؤلات حول شكل الانتشار العسكري التركي في ليبيا أن «تركيا ستتولى مهمة تنسيق. لن يشارك الجنود في أعمال قتالية»، في حين أشار مسؤولون أتراك مرارا إلى أن هؤلاء الأفراد سيتولون ««تدريب وتقديم الاستشارة» لقوات الوفاق.
نزوح 50 ألف عائلة
أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 50 ألف أسرة ليبية نزحت من ديارها بسبب تصاعد المواجهات العسكرية حول العاصمة طرابلس. وتشن القوات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر منذ الرابع من أفريل الماضي، هجوما للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق الوطني.. وتصاعدت وتيرة المعارك في الآونة الأخيرة مع إعلان حفتر في 12 ديسمبر الماضي شن هجوما جديدا على العاصمة اللّيبية. قال يعقوب الحلو، نائب رئيس البعثة الأممية في ليبيا ومنسق الشؤون الإنسانية، في تصريحات صحفية، «إن أكثر من 50 ألف أسرة مسجلة الآن كنازحين بسبب الهجمات العسكرية المتصاعدة حول طرابلس».
تونس تتأهّب
قال الرئيس التونسي قيس سعيد، أمس الأول، إن المؤشرات تدل على أن الأوضاع في ليبيا «مرشحة للتعقيد»، داعيا إلى رفع حالة التأهب استعدادا لتدفق محتمل للاجئين أو احتمال تسلّل ارهابيين إلى الأراضي التونسية. جاء ذلك خلال إشراف قيس سعيد، أمس الأول، بقصر قرطاج على اجتماع مجلس الأمن القومي، الذي استعرض «الاحتياطات والتدابير الواجب اتخاذها على المستوى الأمني».
دعوات لوقف القتال
دعا الاتحاد الاوروبي، أمس الأول، إلى وقف فوري للقتال الدائر حول العاصمة الليبية طرابلس وباقي مدن البلاد. جاء ذلك في بيان مشترك للممثل السامي للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية جوزيف بوريل ووزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، نشره موقع الخارجية الالمانية، في أعقاب اجتماعهم في بروكسل لبحث الوضع في ليبيا.
قال البيان إن الوقف الفوري للأعمال القتالية أمر حاسم، مؤكدا «أن الاتحاد الاوروبي على قناعة راسخة بأنه لا يوجد حل عسكري للأزمة اللّيبية، النزاع الذي طال أمده لن يجلب سوى المزيد من البؤس لعامة الناس، ويزيد من حدة الانقسامات، ويزيد من خطر التقسيم وينشر عدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة ويزيد من خطر الإرهاب».
التقى رئيس المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق، فائز السراج، رئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل والممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوسيب بوريل، خلال زيارته لبروكسل.