ذكر مصدر دبلوماسي أمريكي، أن قرار إغلاق السفارة السورية في واشنطن قرار سوري بحت وليس أمريكيا وقد اتخذ مع مطلع الشهر الجاري (مارس) دون الإعلان عن ذلك. وذكرت صحيفة “الوطن” السورية في عدد، أمس، عن المصدر قوله، إن ما صرح به المبعوث الخاص الجديد للخارجية الأمريكية بأن بلاده قررت إغلاق السفارة السورية لا صحة له.
وكانت الخارجية الأمريكية قد طلبت، بواسطة سفارة أوروبية في دمشق، السلطات السورية بالتريث في القرار، حيث تتم دراسة أسماء الدبلوماسيين المطلوب اعتمادهم، الأمر الذي أخر الإعلان السوري عن قرار إغلاق السفارة، إلا أن واشنطن رفضت في نهاية المطاف منح تأشيرات الدخول الضرورية للدبلوماسيين السوريين.
وكانت الولايات المتحدة قررت، الثلاثاء، إيقاف أنشطة السفارة السورية بواشنطن وقنصليتها في ميشيغان وتكساس وطالبت الدبلوماسيين وطاقم العاملين من غير الأمريكيين أو الذين لديهم إقامة دائمة مغادرة البلاد.
وقد قرر رونبثستاين، الذي عينته الخارجية الأمريكية، الاثنين، مبعوثها الخاص إلى سوريا أنه من غير المقبول لأفراد عيّنهم ذلك النظام القيام بعمليات دبلوماسية أو قنصلية في الولايات المتحدة، ولذلك أبلغت الولايات المتحدة الحكومة السورية، أمس، بأنه يتعين عليها على الفور وقف عمليات سفارتها في واشنطن وقنصليتيها في ولاية تكساس. وكانت واشنطن قد طالبت، في تدخل سافر في شؤون سوريا الداخلية، بتنحي الأسد، وغضت البصر عن المقاتلين الأجانب الذين تدعمهم ليقاتلوا السوريين، ولم تر العدوان الاسرائيلي المتكرر على السوريين واللبنانيين والفلسطينيين، فبالأمس فقط شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية ليلا، ضربت خلالها مواقع عسكرية سورية بالقرب من مرتفعات الجولان المحتلة، ما أدى إلى مقتل شخص وجرح ٧ آخرين. وقد حذرت القوات السورية من أن هذه الهجمات تشكل خطرا على المنطقة واستقرارها وتجعلها مفتوحة على كل الاحتمالات.
من جهته حقق الجيش السوري تقدما مهمّا في بعض المناطق الاستراتيجية التي كانت تسيطر عليها المعارضة المسلحة في محيط رأس العين، مع تفاقم الأوضاع الإنسانية أكثر في ظل استمرار المواجهات والاشتباكات.
وقد عبّرت الحكومة، على لسان فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية، عن استعدادها للحوار للتوصل إلى حل سياسي للأزمة، مشيدا بالإنجازات التي حققها الجيش على الأرض بفضل صمود سوريا التي تعمل على دحر مؤامرة العدوان الإرهابي.
ويؤكد الخبراء والمحللون السياسيون، أن الأزمة السياسية في سوريا لم تعد أزمة محلية بيد السوريين، بل أصبحت أزمة متعددة الأطراف.