رفض دولي لتهديد واشنطن بفرض عقوبات على بغداد

إجراءات أمريكية غير مسبوقة لحماية قوّاتها في العراق

أعربت العديد من دول العالم الكبرى عن التزامها بالسيادة العراقية، ورفضها تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات على بغداد، إذا أجبرت القوات الأمريكية على مغادرة العراق.

فقد أكدت فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان مشترك الالتزام بسيادة العراق وأمنه، وكذلك الالتزام بمواصلة قتال تنظيم الدولة الإسلامية الارهابي. قال البيان إن من الضروري في هذا الإطار المحافظة على التحالف الدولي، داعيا السلطات العراقية إلى مواصلة تقديم الدعم الضروري للتحالف.
من جانبه، قال وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس، أمس، إن التهديد بفرض عقوبات على العراق لا يجدي نفعا، وذلك بعدما حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن بغداد قد تتعرض لعقوبات «لم يروا مثلها من قبل مطلقا»، إذا أُجبرت القوات الأمريكية على المغادرة.
قال ماس «لا أعتقد أن إقناع العراق بالتهديد سيجدي وإنما بالحوار». أمس الأول، ذكّرت فرنسا العراق بأهمية مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية الارهابي، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية.
قالت الوزارة في بيان إن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان تحادث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، و«أكد أهمية استمرار مكافحة تنظيم الدولة في العراق وسوريا في إطار التحالف الدولي، مع الاحترام الكامل للسيادة العراقية».
من جهتها، عبّرت الخارجية الصينية عن قلقها الشديد إزاء الوضع الحالي في المنطقة وتأزم الأوضاع بين الولايات المتحدة وإيران.
دعت بكين نظيرتها واشنطن إلى عدم إساءة استغلال القوة، وحثت الأطراف المعنية على التحلي بضبط النفس.
شدّدت الخارجية الصينية على أن ضمان السلام والاستقرار في منطقة الخليج أمر حيوي للغاية بالنسبة للعالم كله. أما اليابان فقد دعا رئيس وزرائها شينزو آبي الأطراف المعنية إلى حل المشاكل بوسائل دبلوماسية.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية في جنوب أفريقيا عن دعمها لسيادة العراق، ودعت للهدوء والحوار، في حين وصف حزب المؤتمر الوطني الحاكم الغارة الأمريكية التي قتلت سليماني والمهندس بإرهاب الدولة.
اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية، عقب تسارع الأحداث وارتفاع منسوب التهديد، إجراءات عسكرية جديدة وغير مسبوقة، بهدف تأمين قواعدها والمنشآت التابعة لها، بما فيها السفارة في بغداد.
كشف مسؤول في وزارة الدفاع العراقية ببغداد، أنّ «الإجراءات الأمريكية لم تقتصر فقط على القواعد العسكرية والمنشآت الأخرى التي يوجد فيها رعايا أمريكيون، بل شهدت الأجواء العراقية تحليقاً مكثفاً لطائرات مراقبة دون طيار، غطّت مساحات واسعة في محيط تلك القواعد والمنشآت، وخاصة في الأنبار وبغداد وصلاح الدين والبصرة».
أوضح المسؤول أن «الأمريكيين اتخذوا إجراءات تتعلق بوضع الجنود والمتعاقدين الأمريكيين في القواعد العراقية بملاجئ محصّنة يمكن الوصول إليها بسرعة مع أي هجوم صاروخي، كذلك حُصِّنَت غرف مبيت الجنود، ومنشآت أخرى داخل تلك القواعد، وقيّدوا الوصول إلى تلك القواعد بالنسبة إلى غير الأمريكيين».
بين أنّ «القوات الأمريكية أخطرت العراق بأنها لن تنتظر الهجوم على جنودها، وستتعامل وفقاً لهجمات الردع الاستباقية في حال رصد أي محاولة استهداف بالصواريخ لقواعدها».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19623

العدد 19623

السبت 16 نوفمبر 2024
العدد 19622

العدد 19622

الخميس 14 نوفمبر 2024
العدد 19621

العدد 19621

الأربعاء 13 نوفمبر 2024
العدد 19619

العدد 19619

الثلاثاء 12 نوفمبر 2024