شارك، أمس، آلاف الأشخاص في العاصمة العراقية بغداد في تشييع قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وأبو مهدي المهندس القيادي بالحشد الشعبي العراقي وغيرهم ممن قتلوا في ضربة جوية أمريكية بالعراق الجمعة.
ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن جثة سليماني ستنقل إلى إقليم خوزستان الواقع على الحدود مع العراق ثم إلى مدينة مشهد في شمال شرق البلاد ومن هناك إلى العاصمة طهران وصولا إلى كرمان مسقط رأسه في الجنوب الشرقي حيث يوارى الثرى يوم الثلاثاء.
وفي بغداد لوح المشيعون بالعلم العراقي ورايات الحشد الشعبي في أجواء كئيبة، وشارك في مراسم الجنازة عادل عبد المهدي رئيس الوزراء العراقي وهادي العامري، المرشح البارز لخلافة المهندس.
وأدت الضربة الأمريكية إلى حدوث حالة من الانقسام في الرأي العام بالعراق، وندد كثيرون بالهجوم الأمريكي واصفين سليماني بالبطل بسبب دوره في هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي الذي كان قد سيطر على مناطق في شمال ووسط العراق عام 2014.
التشييع جاء عقب إعلان مصادر أمنية عراقية سقوط قتلى من الحشد الشعبي في قصف استهدف موكبا على طريق التاجي شمالي بغداد فجر أمس.
ونفى الحشد أن تكون الغارة استهدفت عددا من قياداته، وقال في بيان له «تؤكد المصادر الأولية أن الغارة استهدفت رتلا لطبابة الحشد الشعبي قرب ملعب التاجي في بغداد».
تعزيزات عسكرية أمريكية
في السياق، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن الولايات المتحدة سترسل قرابة 3000 عسكري إضافي إلى الشرق الأوسط من الفرقة 82 المحمولة جوا كإجراء احترازي وسط تصاعد التهديدات للقوات الأمريكية في المنطقة.
وقال مسؤول أمريكي كبير طلب عدم نشر اسمه إن الولايات المتحدة تدرس إرسال قوات أخرى منها عناصر من اللواء 173 المحمول جوا والمتمركز في أوروبا للقيام بمهام مثل حماية السفارة في بغداد.
وقد تعهدت إيران بالانتقام بعد أن شنت الولايات المتحدة غارة جوية يوم الجمعة أسفرت عن مقتل قاسم سليماني أبرز القادة العسكريين في طهران.
ويمثل الهجوم الليلي الذي أمر به الرئيس دونالد ترامب تصعيدا خطيرا في حرب بالوكالة تدور في الشرق الأوسط بين إيران والولايات المتحدة.
وقالت وزارة الدفاع في بيان إنه يجري نشر لواء قوة الرد السريع بالفرقة 82 المحمولة جوا.
ظريف: إيران لا تريد التصعيد
هذا وتتواصل ردود الفعل الإيرانية المتوعدة بالثأر من الولايات المتحدة الأمريكية، إثر مقتل سليماني، وأكد المسؤولون في طهران أنهم يدرسون الرد المناسب بما يخدم الأمن القومي الإيراني.
وأكد وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أن «اغتيال قاسم سليماني عمل إرهابي، وعلى الولايات المتحدة تحمل عواقبه وتداعياته».
وأضاف أن «طهران لا تسعى إلى التوتر في المنطقة، وتعتبر أن حضور وتدخل القوات الأجنبية من خارج المنطقة أدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار وزيادة التوتر».
وقال السفير الإيراني في الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، إن قتل قاسم سليماني أبرز قائد عسكري إيراني أشبه «بشن حرب» وإن «الرد على عمل عسكري يكون بعمل عسكري».