أعلن حزب الشعب الجمهوري، وهوأكبر حزب معارض في تركيا، أمس الاثنين، معارضته مشروع قانون يسمح بنشر القوات التركية في ليبيا.
قال أونال جاويك أوز، نائب زعيم حزب الشعب الجمهوري، عقب اجتماع عقد في مقر الحزب بين وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو وزعيم الحزب كمال كليجدار أوغلو، إن خطوة إرسال قوات تركية إلى ليبيا ستؤدي إلى تفاقم الصراع في البلاد وتتسبب بانتشاره في كل أرجاء المنطقة.
أعرب جاويك أوز عن اعتقاده «أن تركيا يجب أن تعطي الأولوية للدبلوماسية، بدلا من أن تكون طرفا في حرب بالوكالة. ما يجري الإعداد له، سيؤدي إلى تدهور الوضع الحالي، وقد أبلغنا تشاووش أوغلو بأن هذا ليس صحيحا». أضاف «إرسال قوات إلى هناك في هذه الحالة سيزيد من آثار النزاعات في المنطقة ويسبب انتشارها.. إننا ننظر إلى مشروع القانون بشكل سلبي».
بدوره، قال وزير الخارجية التركي إنه استعرض مع كليجدار أوغلو، حيثيات مذكرة التفويض التي ستعرضها الحكومة التركية على البرلمان، من أجل ارسال قوات إلى ليبيا، شارحا أسباب الحاجة لاستصدار المذكرة، من حيث المصالح القومية للبلاد والتصدي للتهديدات التي تواجهها تركيا. أوضح أن التقدير يعود في نهاية المطاف لقيادة حزب الشعب الجمهوري، بشأن موقف الحزب من المذكرة، أثناء التصويت عليها في البرلمان. عقب ذلك توجه تشاووش أوغلو إلى مقر حزب «إيي» المعارض، لاطلاع زعيمته «مرال أقشنر» على حيثيات المذكرة.
من الجدير ذكره، إن حزب الشعب الجمهوري دعم في السابق مشاريع القوانين البرلمانية لإرسال قوات تركية إلى شمال سوريا، حيث نفذت تركيا ثلاث عمليات عبر الحدود في ثلاث سنوات. ومع ذلك، فقد قالت إنها لم توافق على الأعمال العسكرية التركية خارج حدودها.
السبت الماضي، قالت مصادر في حزب العدالة والتنمية التركي، إن مذكرة طلب تفويض لإرسال قوات إلى ليبيا قد تتم مناقشتها في البرلمان، الخميس القادم، في ضوء طلب طرابلس الدعم العسكري رسميا، والتطورات في المنطقة.
ميركل تبحث الحل الدبلوماسي
من ناحية ثانية، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية، أمس، إن المستشارة أنجيلا ميركل بحثت الجهود الرامية للتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع الليبي خلال اتصالين هاتفيين منفصلين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تعتزم بلاده إرسال قوات إلى ليبيا.
ذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في برلين أن ألمانيا تتابع بقلق شديد التقارير عن خطط تركيا العسكرية في ليبيا. وحث كل الأطراف المعنية على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس واحترام الحظر الدولي على تصدير الأسلحة إلى ليبيا وتكثيف المساعي للتوصل إلى حل دبلوماسي. قال المتحدث باسم الحكومة «تم الاتفاق على الحديث مرة أخرى لتعزيز الجهود الدبلوماسية» .
عرضت ألمانيا استضافة مؤتمر دولي للسلام بشأن ليبيا تخطط له الأمم المتحدة. وقد يُعقد المؤتمر في برلين بعد اجتماع مزمع بين أردوغان وبوتين في جانفي.
تضارب الأنباء حول وصول «مقاتلين سوريين»
هذا، ونفت حكومة الوفاق الوطني الليبية أنباء وصول مقاتلين سوريين إلى العاصمة طرابلس قادمين من تركيا لدعم حكومة السراج إثر انتشار تسجيل مصورعلى مواقع التواصل الاجتماعي يظهر عددا من المقاتلين وهم يتحدثون اللهجة السورية ويزعمون «أنهم جاؤوا لدعم أشقائهم الليبيبن». وفي حين صرحت حكومة الوفاق أن الفيديو تم تصويره في إدلب السورية، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان صحته مشيرا إلى وصول ما لا يقل عن 300 مقاتل سوري إلى طرابلس.
هذا وسبق ووقعت أنقرة اتفاقين منفصلين الشهر الماضي مع حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج، أحدهما بشأن التعاون الأمني والعسكري، والآخر يتعلق بالحدود البحرية في شرق البحر المتوسط. كما تسعى حاليا لنشر قواتها في ليبيا تلبية لطلب حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج.