شنّت قوات حكومة الوفاق الوطني اللّيبية هجوما مباغتا بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة على مواقع قوات اللّواء المتقاعد خليفة حفتر في محيط مطار طرابلس. يتزامن ذلك مع تواصل المساعي الدبلوماسية للبحث عن حل للأزمة، وإعلان المؤسسة الليبية للنفط أنها قد تلجأ إلى تعطيل عملياتها وإعلان حالة «القوّة القاهرة» في بعض من حقول النفط.
قال مصدر عسكري، إن الهجوم الأخير لقوات حكومة الوفاق، جاء ردا على محاولات قوات حفتر التقدم في طريق المطار وتضييق الخناق على قوات الوفاق داخله. كماجاء بعد ساعات من شنّ طيران حفتر ضربة جوية استهدفت معهد الهندسة التطبيقية في الزاوية، وهي خامس ضربة يشنّها طيران حفتر على أهداف في المدينة، خلال ثلاثة أيام.
إيطاليا تحسم أمرها من خطط أردوغان
سياسيا، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي عن دعم بلاده الكامل لمبادرة عقد مؤتمر عن ليبيا في العاصمة الألمانية برلين مطلع العام المقبل 2020. أوضح كونتي أنه تحدث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال إنه حذر أردوغان من تداعيات التدخل العسكري في ليبيا، وقال إن هذه الخطوة من شأنها أن توقع العديد من الضحايا المدنيين ولن تكون في صالح أي جانب. بهذا تكون ايطاليا قد تخلت عن غموضها في الملف اللّيبي، الذي تلعب فيه دورا حيويا، مؤكدة رفضها لمشروع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذا البلد العربي.
كانت إيطاليا حتى وقت قريب تتبع سياسة غامضة نوعا ما حيال الأزمة الليبية، مع قدر من الانحياز إلى جانب حكومة فايز السراج في طرابلس.
لكن تلويح أردوغان بالتدخل العسكري في ليبيا، بعد إبرامه اتفاقا مع السراج بهذا الخصوص، غيّر فيما يبدو موقف إيطاليا.
قال كونتي في المؤتمر الصحفي الأخير له قبل نهاية العام الجاري، مساء السبت، إن أنقرة تسعى إلى حل عسكري لا سياسي في ليبيا.
يبدو أن التدخل التركي في ليبيا قد ساهم في تقريب مواقف الدول الأوروبية، التي كانت على خلاف بشأن الملف، خاصة بين إيطاليا وفرنسا.
اليونان تريد المشاركة
أعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في مقابلة نُشرت، أمس الأحد، أن بلاده تريد المشاركة في مؤتمر حول ليبيا مرتقب في جانفي برعاية الأمم المتحدة، بينما يتصاعد التوتر مع تركيا المجاورة. قال ميتسوتاكيس «لا نريد مصدر عدم استقرار في جوارنا. نريد إذاً أن تكون لنا كلمة بشأن التطورات في ليبيا».
أضاف «نريد أن نكون جزءاً من الحلّ في ليبيا لأن ذلك يعنينا أيضاً». في أواخر نوفمبر، وقعت أنقرة مع حكومة الوفاق اتفاقين مثيرين للجدل أحدهما عسكري والآخر يرسم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا. يتيح الاتفاق البحري لأنقرة المطالبة بالسيادة على مناطق واسعة غنية بالمحروقات في شرق المتوسط، ما يثير غضب اليونان ومصر وقبرص وإسرائيل.
اعتبرت اليونان أن الاتفاقين «لا أساس لهما» ويتعارضان مع القانون الدولي.
وندّدت أثينا بالاتفاق البحري، مشيرةً إلى أن تركيا وليبيا لا تتقاسمان أي حدود بحرية. وشدّد ميتسوتاكيس على أن ليبيا «هي جارتنا البحرية الطبيعية، وليست (جارة) تركيا».