قتل 90 شخصا على الأقل وأصيب آخرون بجروح خطيرة، أمس، إثر انفجار سيارة مفخخة بعاصمة الصومال مقديشو، بحسب ما أفادت الشرطة ومسؤولون في خدمة الإسعاف. وقد وقع الانفجار في منطقة مكتظة تشهد ازدحاما مروريا عادة جراء وجود نقطة تفتيش ومكتب لتحصيل الضرائب.
وفي وقت سابق، قال مدير خدمة «آمن» للإسعاف عبد القادر عبد الرحمن حجي إن «عدد الضحايا الذي تم التأكد منه بلغ 76 قتيلا و70 جريحا، وقد يرتفع أكثر»، فيما أوضح الضابط في الشرطة إبراهيم محمد أن الانفجار كان مدمرا، ووقع في منطقة مكتظة تشهد ازدحاما مروريا.
وقال شاهد يدعى مهيب أحمد «كانت حادثة مدمرة إذ كان هناك العديد من الأشخاص، بينهم طلبة، وحافلات صادف مرورها في المكان عند وقوع الانفجار». وقال زكريا عبد القادر الذي كان قرب المنطقة عند وقوع الانفجار الذي تسبب «بتحطم عدة نوافذ في سيارتي»، مضيفا «كل ما رأيته هو جثث متناثرة ... تفحم بعضها لدرجة جعلت من المستحيل التعرف على أصحابها».
وكثيرا ما تتعرض مقديشو لهجمات بسيارات مفخخة وغيرها من الوسائل التي يلجأ إليها عناصر حركة الشباب المتحالفة مع تنظيم القاعدة الارهابي، وأُجبرت المجموعة على الفرار من العاصمة الصومالية سنة 2011 لكنها لا تزال تسيطر على مناطق ريفية في محيطها، كما نفذت هجمات في كينيا المجاورة.
وقبل أسبوعين، قتل خمسة أشخاص عندما هاجم عناصر الحركة فندقا في مقديشو، يتردد عليه سياسيون وشخصيات في الجيش ودبلوماسيون، بعد محاصرته لساعات.
ومنذ العام 2015، شهد الصومال 13 هجومًا إرهابيا وقع 11 منها في مقديشو وتمّت جميعها باستخدام سيارات مفخخة.
ووقع الهجوم الأكثر دموية في تاريخ البلاد في أكتوبر 2017 بمقديشو حيث قتل 512 شخص وأصيب نحو 295 بجروح.
هذا وحاربت حركة الشباب لأكثر من عقد للإطاحة بالحكومة الصومالية. وانبثقت الحركة عن اتحاد المحاكم الإسلامية الذي كان يسيطر في الماضي على وسط وجنوب الصومال وتشير تقديرات إلى أن عدد عناصره بلغ ما بين 5000 و9000. وبايعت الحركة سنة 2010 تنظيم القاعدة الارهابي.
وفي 2011، أُجبر عناصر حركة الشباب الإسلامية على الفرار من العاصمة الصومالية لكنهم خسروا مذاك العديد من معاقلهم. إلا أنهم لا يزالون يسيطرون على مناطق ريفية في محيطها ويشنّون هجمات ضد السلطات.