أعلنت قوات الحكومة الليبية، أمس السبت، شن هجوم على تمركزات لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في محور «عين زارة» جنوب العاصمة طرابلس. جاء ذلك في بيان أصدره آمر غرفة العمليات الميدانية بعملية «بركان الغضب» اللواء أحمد أبوشحمة، نشره مركزها الإعلامي. وأضاف أبوشحمة أن المدفعية الثقيلة تعاملت بدقة مع تجمعات قوات حفتر، في محيط محور اليرموك جنوب طرابلس. وأشار إلى أن الاستهداف تم بعدما حدّدت فرق الرصد والاستطلاع الأهداف للتعامل معها.
هكذا إذن و بعدما أعلن مساء الخميس بدء «ساعة الصفر» للهجوم على العاصمة الليبية طرابلس، يبدو بأن حفتر تلقى ردّا قوياّ من القوات الحكومية، الأمر الذي جعله يخرج ببيان يغازل فيه مصراته، المدينة التي يشكل مقاتلوها العمود الفقري لقوات الجيش التي أفشلت سعيه للسيطرة على طرابلس على مدى تسعة أشهر.
وطالب حفتر، في بيان نشرته قيادة قواته أمس، بـ«عدم الزج بمدينة مصراته التي تعتبر العاصمة الاقتصادية لليبيا بأتون معركة الكرامة»، مطالبا أهلها بتأييده وعدم قبول ما أسماه «تخزين الذخائر قرب أحيائهم السكنية». وأبدى حرصا على سلامة وحياة المدنيين وصل إلى حد مطالبته لـ»قادة الجماعات المسلحة بإخراج هذه الذخائر الخطرة بعيداً عن تواجد السكان المدنيين المسالمين»، رغم اعتراف قائد طائرة حربية تابعة لقواته أسقطت جنوب مدينة الزاوية، السبت الماضي، بمسؤولية طيران حفتر عن قصف أحياء مدنية في طرابلس، ومن بينها «استهداف منزل بمنطقة الفرناج راح ضحيته ثلاث شقيقات»، بحسب الصفحة الرسمية لعملية «بركان الغضب» على «فيسبوك» التي نشرت اعترافات الطيار الأسير.
وفيما تبدو محاولة لتبرير فشله في إطلاق «ساعة الصفر» اتهم حفتر تركيا بـ»شحن كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمدرعات والمعدات العسكرية المتنوعة من عدة منافذ بحرية وجوية إلى المنافذ البحرية والجوية التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق».
تركيا لم ترسل قوات
وحول هذه المزاعم، يقول الباحث الليبي في الشؤون الدولية، مصطفى البرق، إن تركيا وحكومة الوفاق ليستا بحاجة لتهريب السلاح، في وقت يمتلكان اتفاقا موقعا بشكل قانوني ومعلن أمام الرأي العام الدولي والمحلي، معتقدا بأن «بيان حفتر هو للتغطية على فضيحته السياسية والعسكرية أمام الجميع».
وأكد البرق أن «لجوء حفتر للتعويل على بضعة مسلحين داخل العاصمة لإثارة بلبلة لتمكين قواته من اقتحام العاصمة بل وخروجه شخصيا في محاولة لإعطاء الأمر ثقلا وتشجيعا لأولئك المسلحين، لا يدل على شيء إلا على فقدانه كل شيء سياسيا وعسكريا، وأن قواته تعيش آخر أيامها جنوب طرابلس».
قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس السبت، إن ليبيا لم تقدم طلبا إلى تركيا لإرسال عسكريين لدعم قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في مواجهة قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر.
وردا على سؤال عما إذا كان هناك مثل هذا الطلب، قال جاويش أوغلو خلال منتدى الدوحة «لا، ليس بعد».
هذا ومنذ 4 أفريل الماضي، تشن قوات حفتر، هجوما متعثرا للسيطرة على طرابلس، ما أجهض جهودا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين.