يؤكد نائب رئيس منظمة الوحدة النقابية الإفريقية، في هذا الحوار، الذي خص به «الشعب»، على أهمية تبنّي الحوار بين الشركاء الاجتماعيين والسلطات السياسية في إفريقيا لحل مشاكل العمال بعيداً عن أيّ مواجهة تعمّق الأزمة، ويعتقد أن مواجهة الفقر وتوفير مناصب الشغل للشباب الإفريقي ضرورة حتمية للنهوض بالقارة. ويشدد أن السلم هو العامل الأساسي لأيّ تطور.
^ «الشعب»: كيف تقيّمون واقع الطبقة العمالية الإفريقية في الظرف الحالي؟
^^ اغي يفس بلانغا: يجدر التنويه أولا بكل مبادرة تهدف إلى نقل صورة إيجابية عن إفريقيا غير تلك التي تنقلها وسائل الإعلام والتي لا تظهر سوى صور الدمار والصراعات.
وبالعودة إلى سؤالك، ينبغي أولا الإشارة إلى الفرق الموجود بين الدول الإفريقية، التي أخذت بعضها طريقا تميّز بالاستقرار النسبي والتماسك الاجتماعي، منذ الاستقلال، بينما وجدت أخرى نفسها في حروب ونزاعات داخلية، فهي لم تتطور إذاً بنفس النسق؛ فالأولى عرفت تقدما ملحوظا على غرار الجزائر، بينما لازالت أخرى في بداية الطريق.
ونسعى إلى تغيير وتحسين واقع العمال الأفارقة الذي يمثلون أغلبهم الطبقة الفقيرة التي تبحث عن تحصيل رغيف الخبر يوميا.
^ ماهو النهج الأنسب للنقابات الإفريقية الأنسب للحصول على حقوق العمال وتحصيل المكاسب؟
^^ أصبح لدينا إجماع على ضرورة تبنّي الحوار كنهج وخيار وحيد للدفاع عن حقوق الطبقة العمالية، فالعمل النقابي اليوم يعني الحوار، وعندما نقول ذلك فلابد من تقديم الأسباب والمبررات القوية لإقناع الشركاء، ثم أننا لسنا في حرب وعلينا أن نتفاوض من أجل الحصول على مانريده، فممارسة الضغط أو الجنوح إلى العنف لن تأتي أبداً بحلول مستدامة.
والعالم اليوم تطور، ويمكن حلّ جميع المشاكل، مهما كان نوعها، بطريقة ودية. ونحن الأفارقة يجب أن نعالج مشاكلنا دوما في إطار العائلة الواحدة، لأنه وببساطة، آباؤنا كانوا يتقنون الحوار ويستخدمونه في تجاوز كل الخلافات، لماذا لا نفعل ذلك اليوم؟ وأدعوا كل العمال في إفريقيا إلى انتهاج الحوار لتحقيق مطالبهم دون اللجوء للعنف تحت أيّ ظرف.
^ تشددون على انتهاج الحوار، هل تجدون تجاوبا وإصغاءً من القادة السياسيين؟
^^ يقول آباؤنا إن الأسلوب الذي تستخدمه وحده يتيح لك الحصول على ماتريد، وإذا تحلّينا بالحكمة والتعقل، أثناء طرح الانشغالات. فدون شك ستكون الاستجابة التي نريدها/ ونحن الأفارقة لدينا ثقافة الحوار كطبيعة متأصلة فينا، لولا قيام المستعمِر بتعميق النعرات الإثنية والطائفية، فعلينا إحياؤها اليوم.
السلاح يعني العنف، ومن اعتمدوا عليه لمعالجة المشاكل اكتشفوا أنه يأتي بحلول هشة، يجب أن تفادى ذلك وأن نتجنب النزول إلى الشارع، وأن نناقش مشاكلنا برويّة. واعترف أن الظروف المناسبة لم تتهيَّأ بعد عبر كافة بلدان القارة لتطوير الحوار ولكنّا في الطريق ونتعلم تدريجيا، لأن مصطلح الحوار أضعناه مع الوقت، وعلينا استحضاره من جديد.
^ كيف تنظرون، كنقابيين، إلى التناقض بين نسب النمو الاقتصادي الإجمالية المشجعة والفقر والبطالة لم تنخفض؟
^^ الإجابة بسيطة، هل يمكن أن يحقق بلد في حالة حرب تطورا حقيقيا؟ أكيد لا يستطيع. فالفرق شاسع بين التقدم الاقتصادي الذي تحرزه دولة تعرف استقراراً وأخرى يعيش شعبها تحت وقع الأزمات. فعلينا أولا أن نبحث عن السلام لنتحدث بعدها عن التطور والتقدم.
^ ماذا تقترحون كحلول لمواجهة الفقر وتحسين الوضع الاقتصادي؟
^^ اجتمعنا في الجزائر، لتقييم وتحديد المسار الذي قررنا تبنّيه منذ ديسمبر الماضي، وغايتنا الدائمة هي تحسين ظروف العمال والقضاء على الفقر الذي يعتبر السبب الرئيس للصراعات، وعلينا محاربته من القاعدة. لذلك يجب أن يتفطن القادة الأفارقة لاتخاذ آليات الحل بالنزول إلى الميدان، ونهدف أيضا إلى التعاون مع شركائنا لإيجاد كيفية تنظيم الاقتصاد الموازي غير الشرعي، وجعله منتظما يساهم في تحقيق الدخل للميزانية العامة، فهذه ظاهرة غير صحية للاقتصاد الإفريقي وتزداد ارتفاعا.
وأوكد أن قارتنا لديها كل الإمكانات اللازمة للتطور، فلديها آلاف الشباب يتخرجون سنويا من الجامعات ومكانة هؤلاء في مؤسسات وليس في القطاع الموازي، والتطور القاعدي حتمية على جميع البلدان الإفريقية، كما أنه مسؤولية الجميع، بالاعتماد على كفاءاتنا، فرؤية شبابنا يموتون في البحر بحثا عن العمل مؤلم جدا، لأننا بحاجة إليهم هنا في قارتنا.
نائب رئيس منظمة الوحدة النقابية الإفريقية لـ«الشعب»
الحـوار أفضـل وسيلة لمعالجـة المشاكـل الاجتماعية
حاوره: حمزة محصول
شوهد:661 مرة