يوفان كاماش صاحب أكبر شركة في بانغي لـ (الشعب):

نمر بظروف مأساوية وانعكاستها كارثية بكل المقاييس

حاوره: حمزة محصول

يؤكد يوفان كاماش، صاحب أكبر شركة اقتصادية خاصة في جمهورية إفريقيا الوسطى، في هذا الحوار مع «الشعب» أن الأزمة الأمنية والسياسية التي تعرفها بلاده، أفرزت انعكاسات كارثية على الاقتصاد، ويعتبر أن الاستقرار هو السبيل الوحيد لإحداث التطور والتنمية، ويؤمن بقدرة إفريقيا على النجاح بالاعتماد على كفاءاتها المحلية.

«الشعب»: كيف تقيم المرحلة التي تعيشها بها بلادكم حاليا؟ وما تأثير الأزمة السياسية والأمنية المتفاقمة على الحياة؟
يوفان كاماش: جمهورية إفريقيا الوسطى، تمر بأوقات  مأساوية وانعكاساتها على اقتصاد البلاد كارثية بكل المقاييس، فالناتج المحلي الخام انخفض بنسبة 14.5 بالمائة سنة 2013 وهو تراجع رهيب، وتعرضت نشاطات المتعاملين الخواص إلى سقوط حر، وأثرت الأزمة بشكل حساس على مصادر الدخل الضريبي، فالوضعية بشكل عام مقلقة جدا، وفي هذه الحالة العصيبة يجب أولا تسيير الاستعجالات الإنسانية باعتبارها أولوية، ثم الحفاظ على النسيج الاقتصادي.
 هناك من يقول أن دولة في حالة حرب، أكثر تحصيلا للأموال بالنسبة لأصحاب المصالح طبعا، أكثر من أخرى تنعم بالسلم، بسبب تجارة الأسلحة والتحكم في أسعار البترول، هل تشعرون بوجود هذا في جمهورية إفريقيا الوسطى؟
  بلد في حالة حرب لا يبني شيئا، وعليه فهو غير محصل لأي دخل حتى بالنسبة لهؤلاء الذين يستثمرون في آلام الناس. والاستقرار وحده يسمح بالتنمية والتطور الاقتصادي لأي دولة، وكل بلدان العالم المتطورة اقتصاديا عرفت فترات طويلة من الاستقرار والسلام. وهذا مهم جدا لإفريقيا الوسطى وعليها ان تبحث على الاستقرار كأولوية لتستطيع تطوير وبناء ذاتها.
 منذ استقلالها لم تعرف جمهورية افريقيا الوسطى استقرارا لمدة طويلة، كيف تسير عجلة الاقتصاد في ظل هذه الأوضاع القاسية؟
 من الصعب جدا امتلاك قطاع اقتصادي ناجع في بلد يتميز بالاضطرابات السياسية، فشركتي تأسست من قبل والدي عام 1972، وكان عليه أن يقدم الكثير من التضحيات ليتوصل الى تخطي عقبة أعمال النهب والابتزاز التي يعرفها بلدنا منذ 40 سنة، ولقد ناضلنا واجتهدنا لبلوغ ما وصلناه اليوم.
 هل أنت مؤمن أن بلادكم لازالت تحتفظ دائما بإمكاناتها الطبيعية والبشرية لإحداث اقلاع ونهضة شاملة؟
 دولتنا تمتلك العديد من المزايا والامتيازات لتتطور، والأغلبية الساحقة من سكانها شباب، ومواردها الطبيعية كثيرة ومعتبرة، وأنا مقتنع تماما أن فترة استقرار ستسمح لنا ببناء نموذج نمو متوازن.
 رغم هذا لديك شركة مزدهرة، وتحتل المكانة الأولى في إفريقيا الوسطى، ماهي طموحاتك الكبرى في بلدك والقارة الإفريقية ككل؟
  كا-كروب (مجموعة كاماش)، تتصدر الريادة كأول متعامل اقتصادي خاص في البلاد، طموحنا دائما كان خدمة بلادنا ومرافقة تطورها الاقتصادي والاجتماعي، وهذه المهمة في غاية الصعوبة، وسننجزها على أكمل وجه عندما تجتمع الظروف المناسبة لتحقيق ذلك، وعليه فلدينا مسؤولية وطنية تشكل أولوية.
ثم إن لدينا طموحات دولية أيضا، لأننا عقدنا عدة اتفاقيات شراكة في افريقيا والعديد من دول العالم، ونريد أن نكون فاعلين في تطور قارتنا، لأننا نعتقد انها وبشركاتها الخاصة تستطيع افريقيا تحقيق النجاح، وعليه فإننا نركز على الكفاءات المحلية وكذلك على البرامج التكوينية التي تسمح بتحسين كفاءة الموارد البشرية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024