لايزال مشكل التمويل يمثل أكبر هاجس للمهمات العسكرية في القارة الإفريقية، الشيء الذي يؤثر سلبا على آداء وفاعلية هذه القوات الإفريقية التي تجد نفسها في الكثير من الحالات تفتقد إلى الحدّ الأدنى من الإمكانيات ونقص التموين بسبب عدم وفاء الدول المانحة بوعودها.
ففي الحالة المالية، لم يتم الوفاء إلا بـ١٠٪ من المبالغ الموعودة والمقدرة بـ٤٥٠ مليون في مؤتمر للمانحين عقد شهر جانفي ٢٠١٣.
عقد، أمس، مؤتمر للمانحين حول جمهورية إفريقيا الوسطى، بعد سنة بالضبط من مؤتمر مماثل حول مالي، ويأتي هذا الاجتماع الذي عقد في مقر الاتحاد الإفريقي، عشية إختتام قمة الاتحاد في العاصمة الإثيوبية (أديس أبابا)، ومن المقرر أن تحوّل المبالغ المحصلة إلى قوّة (ميسكا) الأممية بتعداد ٥٠٠٠ جندي في حين لا يوجد في رصيدها البنكي فعليا إلا ٠٠٠ ، ٧٠٠ أورو من الأموال المحصّلة، في انتظار وعد قطعه الإتحاد الأوروبي، نهاية شهر جانفي، بتقديم ٢٥ مليون أورو.
هذا، وستخصص المبالغ المحصّلة لإقتناء تجهيزات غير قتالية لفائدة قوّة (المسيكا)، أي لدفع مرتبات أفراد هذه القوّة وكل ما يخص التموين من النقل وأجهزة الاتصالات السلكية واللاسلكية. وفي انتظار أن يتحقق النصاب المطلوب في حال لم يتكرر السيناريو الذي حصل مع (المينيسما) في مالي ـ تجد إفريقيا نفسها مجبرة على تبني صيغ جديدة للتعاطي مع الأزمات الطارئة يضمن إنخراطا تاما للدول التي تلتزم بإيفاد قوات للمشاركة في مثل هذه الحالات.
في سياق آخر، ألقت، أول أمس، الرئيسة الإنتقالية لإفريقيا الوسطى كاترين سلبا بانزا، خطابا عبر الإذاعة، أمام نوبة العنف المستمرة في البلاد، حيث لوّحت بلهجة جادة باللجوء إلى إجراءات قضائية صارمة في حق أولئك الذين يمارسون العنف، كما طلبت من (المسيكا) تطبيق إجراءات عقابية صارمة ومن المحققين الأممين الذين تم تعيينهم منذ أسبوع، الشروع في العمل فورا، كما طالبت الحكومة بوضع قانون إستثنائي يتضمن قمع مرتكبي جرائم الدم، كما هاجمت بانزا حركة سيليكا ـ سابقا ـ بعد استيلائهم على مدينة «سبيوت» ١٨٠ كلم شمال العاصمة، واصفة الخطوة بالمنافية للروح الوطنية وغير المسؤولة. وأضافت أنها لا تنوي التنازل عن شبر واحد من التراب الوطني.
بالموازاة مع مؤتمر للمانحين حول جمهورية إفريقيا الوسطى
«بانزا» تطالب الحكومة بمواجهة العنف
أمين بلعمري
شوهد:612 مرة