أكد الدكتور اسماعيل دبش، الأستاذ بمعهد العلوم السياسية والعلاقات الدولية، المتتبع والمحلل للوضع العربي والإفريقي، أمس لـ»الشعب»، أن الاستفزازات المغربية للجزائر، ليست وليدة اليوم، بل «هي مسلسل مستمر لسنوات استفحلت في المدة الأخيرة». حيث استدعت الخارجية الجزائرية، أمس، سفير المغرب بالجزائر وأبلغته رفض الجزائر التام للادعاءات المغربية التي لا أساس لها من الصحة، حيث زعم المغرب أن السلطات الجزائرية طردت رعايا سوريين نحو التراب المغربي. فتواجد بعض السوريين بالمغرب، آخر حدث استغلته المغرب ووظفته كحملة إعلامية والمتاجرة به ضد الجزائر، وكان قد سبقه حدثين استفزازين سنة ٢٠١٣، وهما الحملة الإعلامية المغربية ضد الجزائر حول حدث إفريقي في أبوجا حول الصحراء الغربية. والثاني، هو الاعتداء على العلم الجزائري بالدار البيضاء، وتتزامن هذه الاستفزازات بحسب الدكتور دبش، مع الدور المتميز للجزائر في مؤتمر «جنيف ٢» الجاري حاليا، بين الحكومة السورية وبعض المعارضين بوساطة الإبراهيمي، وقد وجد المغرب نفسه خارج اللعبة، وبالتالي فهو يريد أن يستثمر أي حدث يضعف من دور الجزائر في الوساطة ودعمها للمفاوضات بـ»جنيف٢». أما استضافة الجزائر للسوريين، فهو يدخل ـ حسب الدكتور دبش ـ ضمن التضامن، فالشعب السوري، يعرف أن الجزائر أكبر دولة عربية وإفريقية، تدعّم ماديا ومعنويا السوريين، وهم في الجزائر مكرّمون يمارسون نشاطهم وحياتهم اليومية كالجزائريين تماما. والجميع في سوريا يعرفون ذلك، ويعرف العالم كله أن ما يقوم به المغرب، هو سلوك تقليدي استفزازي للجزائر من خلال المتاجرة بالبعد الإنساني، رغم أن المغرب أضعف حلقة في دعم الشعب السوري، وكان من أوائل المحرّضين لزعزعة استقرار سوريا والدفع إلى ما وصل إليه شعبها من نزوح وعدم استقرار. وقد حمّل الأستاذ اسماعيل دبش، المغرب وكل من وقف بجانب المسلحين المصدّرين لضرب أمن واستقرار سوريا، جزءا كبيرا من المسؤولية، لما حدث ويحدث للسوريين من نزوح وعدم استقرار، والتي تبقى نقطة سوداء في وجودهم. وتأتي الاستفزازات المغربية للتغطية عن جرائم الرباط وتجاوزاته ضد الصحراويين والتي لن تنال من عزيمتهم في انتزاع استقلالهم وبذل كل التضحيات لتحقيق هدفهم، وهو الشيء الذي أكده سفير الجمهورية الصحراوية في الجزائر، براهيم غالي، الذي أشاد بدور الجزائر المحوري ودعمها المستمر والثابت لكفاح الشعب الصحراوي العادل والشرعي لنيل استقلاله، ودعم كل القضايا العادلة في العالم. تواصل مفاوضات جنيف بالرغم من صعوبتها وفدا الحكومة السورية والمعارضة اتفقا على أساس محادثات السلام تتواصل بالعاصمة السويسرية جنيف، جلسة المفاوضات بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة، بالرغم من صعوبتها جرّاء إحتدام النقاش بين طرفي النزاع حول أولوية الحوار، حسب ما أكده المبعوث الأممي والعربي للسلام في سوريا الاخضر الابراهيمي. وفي خطوة نحو الانفراج، أورد، أمس، المتحدث باسم المعارضة السورية لؤي الصافي إن الوفدين اتفقا على استخدام «بيان جنيف» أساسا لمحادثات السلام. وبيان جنيف هو الوثيقة التي اتفقت عليها القوى العالمية في جوان 2012، والتي تنص على وجوب تشكيل حكومة انتقالية تملك كل الصلاحيات الانتقالية. وقال الصافي إن النظام قبل مسألة إنشاء كيان حكم انتقالي لكنه يريد إدراجها في ذيل قائمة الموضوعات محل النقاش بينما تريد المعارضة مناقشة الأمر في البداية لبحث حجم هذا الكيان ومسؤولياته. ولم يصدر تأكيد من الحكومة السورية أو الأمم المتحدة. وكان التلفزيون السوري أورد أمس، من جانبه أن وفد الحكومة السورية، أعلن استعداده الكامل لمناقشة بيان جنيف 1 «فقرة بفقرة» في محادثات السلام في جنيف.