بعد تاريخ حافل بالانقلابات العسكرية والحروب الأهلية، وبعد انتقال الصراع من سياسي إلى ديني بين المسلمين والمسيحيين في جمهورية إفريقيا الوسطى، تقرّر تسليم مفاتيح قيادة البلاد للسيدة كاثرين سامبا بانزا كرئيسية انتقالية لم تسبقها لهذا المنصب امرأة من قبل.
إنّها تتقن التحدث باللغة العربية، ولدت في تشاد من أب كاميروني وأمّ من جمهورية افريقيا الوسطى، درست الحقوق في جامعة فرنسية ما بين 1970 و1980 وتبلغ من العمر 59 سنة. أثار كلامها وهي تخاطب الاطفال المجندين في صفوف تنظيم «السليكا»، قائلة: «وجدت الكراهية في قلوبكم والكثير من الاستياء، وحدها الأم يمكن ان تعيد لكم الهدوء».
أعجب بها وعلّق عليها الأمل الكبير في عودة البلاد إلى الهدوء والسكينة والاستقرار.
ظهرت الرئيسة الجديدة مبتسمة، عندما اختيرت للمنصب عن طريق الاجماع وليس عبر الانقلاب كما جرت العادة والتقاليد. ومنهم من قال أنها ابتسامة تحقق الحلم، ولكنها أيضا ابتسامة التفاؤل والرغبة في انجاز ما عجز عنه الرجال، من بناء وفاق وطني وإنهاء المراحل الانتقالية، ومحو الاحقاد وخلق الولاء للوطن وليس للتنظيم أو الاشخاص.
وتستطيع تقديم الشيء الكثير لبلادها إذا كان تحزّبها للجمهورية والشعب، وليس الجلوس على كرسي الحكم لفترة انتقالية نكاية في الجنرال الاسبق او قائد التكتل الأخير. وتقدر كامرأة أن تصفي القلوب وتزيل الجثث من الشوارع بنشر الوعي والخطابات التاريخية التي تقلب وعي الافراد وتنهي الجنوح العفوي للعنف.
المسؤولية كبيرة جدا، والتحدي يتطلب رؤية جديدة وإجراءات غير مسبوقة، قد تتوفر في كاثرين سامبا بانزا دون غيرها من الرجال الذين سبقوها.
هل تحقّق كاثرين ما عجز عنه الرؤساء الآخرون؟
ح ــ م
شوهد:478 مرة