دعا إسماعيل شرقي مفوض السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي في جلسة مجلس الأمن إلى الاعتراف بوجود تدخل خارجي لا مثيل له في ليبيا، تسبب في غمر البلاد بالأسلحة التي خلقت بيئة مواتية لازدهار الجماعات «الإرهابية».
قال شرقي، في كلمة له عن بعد بمجلس الأمن أول أمس ، إن الاتحاد الأفريقي لا يزال مقتنعًا بأنه لا يوجد حل عسكري للأزمة، مجددًا دعوته إلى الحوار والتوافق بين الليبيين باعتبارهما الحل الدائم والوحيد لإقامة ليبيا مستقرة وموحدة.
وأضاف الدبلوماسي الأفريقي، أن «ليبيا تتدهور بمعدل ينذر بالخطر»، مشيرًا إلى آثار الوضع الحالي «المدمر» على المهاجرين الأفارقة في البلاد.
و قال « أن ليبيا أضحت مسرحا لحرب بالوكالة بين فاعلين أجانب يدافعون عن مصالحهم الخاصةعن طريق مفوضين محليين».
و أكد على ضرورة اعتراف المجتمع الدولي «بالتدخل الأجنبي السام و غير المسبوق في ليبيا».
التدخلات الخارجية تفاقم تدهور الوضع
و حذر السيد شرقي قائلا أن «هذه التدخلات زادت من تأزم الوضع غير المستقر أساسا في الميدان» موجها بالمناسبة نداء إلى مختلف الفاعلين من أجل الحرص على «صون مصالح الشعب الليبي و الحفاظ على سيادته و الوحدة الترابية لليبيا».
و برأي شرقي فان تكثيف المواجهات بين الطرفين المتنازعين بالعاصمة طرابلس كانت له آثار كارثية على المهاجرين الأفارقة لاسيما المعتقلين الذين يُرجح استعمال البعض منهم كدرع بشري أو اجبارهم على المشاركة في المعارك.
و أردف السيد شرقي يقول «فضلا عن التنسيق القائم بيننا و بين المنظمة الدولية للهجرة و الاتحاد الأوروبي حول هذه المسألة فان الأمر يستدعي بذل جهود إضافية بشكل عاجل», موضحا أن الاتحاد الافريقي على يقين بعدم وجود حل عسكري للأزمة في ليبيا».
الارهابيون أكبر المستفيدين
قالت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة كارن بيرس إن أكبر المستفيدين من النزاعات المسلحة في ليبيا هي المجموعات الارهابية، الأمر الذي عبرت عنه أيضًا فرنسا والولايات المتحدة.
وأكد السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن الدولي، أمس الأول «حيال خطر التصعيد، فإن الأمر الملح هو إعلان وقف لإطلاق النار من دون شروط مسبقة، يستند إلى آلية دولية تمنحه الصدقية»، مشددًا على أن أي طرف لا يمكن أن ينتصر بالقوة».
أطراف خارجية على الجبهة
بدوره، قال السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة جوناثان كوهن»على جميع الأطراف الانضمام إلى وساطة الأمم المتحدة»، علمًا بأن موقف واشنطن حيال طرفي النزاع لا يزال مبهمًا منذ محادثات هاتفية بين الرئيس دونالد ترامب وحفتر منتصف أفريل.
وذكر خبراء في الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر في تقرير سري لمجلس الأمن أن «صواريخ أطلقت على القوات الموالية لطرابلس في افريل الماضي تشير إلى ترجيح هجوم بطائرة مسيّرة شارك فيه طرف ثالث «.
ليبيا مهددة بالتقسيم
حذر المبعوث الاممي الى ليبيا غسان سلامة أمام مجلس الامن من «حرب طويلة ودامية» في ليبيا داعيا الى اتخاذ اجراءات فورية لوقف تدفق الاسلحة الذي يؤجج القتال.
و قدم سلامة تقريرا مقلقا حول الوضع في ليبيا التي قد تتعرض إلى خطر حرب أهلية و تقسيم غير قابل للمحو», مصرحا أنه أمضى سنتين أملا في تفادي القيام بهذه الإحاطة الاعلامية لمجلس الأمن. و أكد بالقول «ما أنا بنذير شؤم, لكن العنف على مشارف العاصمة طرابلس ليس إلا مجرد بداية لحرب طويلة دامية على الضفاف الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط, مما يعرض أمن جيران ليبيا المباشرين ومنطقة البحر الأبيض المتوسط بشكل أوسع للخطر».
و أشار ذات المسؤول إلى عدة تقارير تفيد بوجود ارهابيين و أشخاص داخل المعسكرين أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في حقهم مذكرات توقيف.
و أكد السيد سلامة مخاطبا مجلس الأمن أن الليبيين يحتاجون إلى المجتمع الدولي الذي يعمل على تخفيف الانقسام الذي يعانون منه و ليس توسيع نطاقه.
قوات الوفاق تتقدم
أحرزت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية ، تقدما جنوب العاصمة طرابلس بعدما نجحت في السيطرة على معسكر كانت تتمركز به قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بحسب قائد ميداني.
وأشار القائد الميداني إلى أن قوات حكومة الوفاق «تقدمت 4 كلم جنوب صلاح الدين، ويعد التقدم الذي أحرزته الأول منذ بداية ماي الجاري.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية في ليبيا، فإن عدد القتلى جراء الاشتباكات حول العاصمة بلغ 510 في حين أصيب 2467، كما أحصت المنظمة نزوح 75 ألف مدني منذ بدء الأعمال العسكرية في الرابع ماي عندما أطلق المشير حفتر هجوماً للسيطرة على طرابلس، لكن قوات حكومة الوفاق الوطني تمكنت من صد الهجوم وإيقاف تقدم قواته.