حلّ أمس “اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني”، وهي المرة الثانية التي تتجدد فيها المناسبة مع استمرار الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بقطاع غزة، والتي خلّفت 149 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
في التاسع والعشرين من نوفمبر، تحتفل الجمعية العامة للأمم المتحدة باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي أقرّ في العام 1977. وفي هذا اليوم أيضًا صدر قرار الجمعية العامة رقم 181 القاضي بتقسيم فلسطين 1947، وحصلت فلسطين على صفة مراقب في 2012.
وبالمناسبة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن الأمم المتحدة “ستواصل التضامن مع الشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف في العيش بسلام وأمن وكرامة، مشيرًا إلى أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة تزداد تفاقمًا بشكل يومي.”
وأضاف غوتيريش: “بعد أكثر من عام من التصعيد، أصبح قطاع غزة في حالة خراب كامل، ويزداد الوضع الإنساني سوءًا بشكل مروع”، مشددًا على أن هذا الوضع لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال.
وأشار إلى أن العمليات الهجومات العسكرية في الضفة الغربية والتوسع الاستيطاني المستمر تزيد من معاناة الفلسطينيين، مؤكدًا أن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك بشكل عاجل من أجل وقف هذه الممارسات غير القانونية وإنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية.
ودعا “غوتيريش” إلى ضرورة إحياء جهود تحقيق حل الدولتين وفقًا للقرارات الأممية ذات الصلة، مؤكدًا أن المستقبل يتطلب تحقيق سلام دائم في المنطقة.
وختم غوتيريش حديثه بتأكيد أن “لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي الذي يعانيه الشعب الفلسطيني”، في ظل استمرار الانتهاكات الصهيونية للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
فعّاليــــات حـــــول العـــــالم
هذا، وقد أقيمت – أمس أنشطة تضامنية ومظاهرات في بلدان عديدة لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
كما توالى خروج المظاهرات في مدن عدة للمطالبة بوقف حرب الإبادة الصهيونية، ففي العاصمة اللبنانية بيروت، رفعت متظاهرات أعلام فلسطين ولافتات تندد بالصمت العالمي إزاء الإبادة في غزة، وتستهجن “سقوط المجتمع الدولي”.
كما خرجت مظاهرات مماثلة في سانتياغو عاصمة تشيلي، وفي مدينة ساو باولو بالبرازيل.
وفي العاصمة البريطانية لندن، تظاهر ناشطون أمام مقار حكومية للمطالبة بوقف تسليح الكيان الصهيوني والامتثال لمذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس وزراء الكيان ووزير دفاعه السابق.
كــــلّ المؤامـــــرات ستفشـــــــــل
في السياق، وفي بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، أن الشعب الفلسطيني سيفشل بصموده التاريخي وبتشبثه الأبدي بأرضه وحقوقه الوطنية المشروعة كافة المؤامرات ومخططات الإبادة التي تستهدف وجوده الأزلي، وفي مقدمتها، مخططات الضم والترحيل التي تسعى منظومة الاحتلال الاستعمارية إلى تطبيقها، من خلال حرب الإبادة الشاملة على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأضافت حركة “فتح”، أن الشعب الفلسطيني سيجسد دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس، وسينجز مشروعه الوطني، وسينتزع حقوقه الوطنية التي قدم دفاعا عنها -ولا يزال- التضحيات الجسام منذ أن جثم المشروع الصهيوني الاستعماري على أرضه.
كما وأكدت أن الشعب الفلسطيني ذو التاريخ الكفاحي لن يستسلم أو يذعن لمخططات الاحتلال، وسيحافظ مهما كلفت الأثمان والتضحيات على مشروعه الوطني التحرري.