أطلقت شخصيات فلسطينية مستقلة، أمس الأحد، مبادرة لمواجهة الخطة الأمريكية الساعية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المعروفة إعلاميا باسم «صفقة القرن».
وقع على المبادرة عشرات الشخصيات السياسية والأكاديمية والإعلامية من الضفة الغربية وقطاع غزة ونشرها مدير مركز (مسارات) للأبحاث والدراسات ومقره مدينة رام الله هاني المصري وسط حملة لجمع توقيعات شعبية عليها.
وجاء في نص المبادرة «إن الإجماع الوطني على رفض الخطة الأمريكية يشكل عنصرا مضيئا يمكن البناء عليه، لكنه سوف يتحول لرفض لفظي وشكلي يتبعه اعتماد أسلوب التكيف مع الوقائع الجديدة لتطبيق تلك الخطة إذا لم يرتبط بسلسلة من الإجراءات والخطوات الجادّة».
ودعت المبادرة إلى «سلسلة من الخطوات ينبغي القيام بها، لتهيئة مناخ مختلف في الرد على المشروع الأمريكي - الإسرائيلي، وحشد كل الطاقات الوطنية والحليفة من أجل إسقاطه».
الوحدة صمّام الأمان
وبهذا الصدد حثّت على المبادرة الفورية إلى عقد لقاء وطني شامل للنخب الفلسطينية من قادة فصائل العمل الوطني جميعها من دون استثناء أحد، وممثلين عن تجمعات وقطاعات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج تحت راية منظمة التحرير وفي مقر الجامعة العربية.
واقترحت المبادرة أن يستهدف اللقاء المذكور «اتخاذ خطوات عملية باتجاه توحيد المؤسسات الوطنية على مستوى السلطة والمنظمة وفق الاتفاقيات الموقّعة، وانطلاقًا من التوافق على أسس الشراكة السياسية، ومعالجة جميع ملفات الانقسام وإنهائها بما يمكن من إجراء انتخابات حرة ونزيهة على مختلف المستويات».
وشدّدت على ضرورة التوصل إلى «برنامج سياسي فلسطيني يجسد القواسم المشتركة، وقادر على توحيد الموقف والإجراءات تجاه مخاطر المشروع الأمريكي - الإسرائيلي».
ودعت المبادرة كذلك إلى «التأسيس لإطلاق حركة مقاومة شعبية شاملة وواسعة النطاق، تضطلع بها تجمعات الشعب الفلسطيني المختلفة حسب ظروفها وأوضاعها داخل الوطن وخارجه، ودون المس بحق شعبنا في الدفاع عن نفسه بكافة الأشكال المتاحة المكفولة بموجب القانون الدولي».
كما دعت إلى الشروع في «خطوات عملية للانفصال عن قيود الاحتلال التي فرضها عبر مراحل عدة منذ توقيع اتفاق أوسلو وملاحقه الأمنية والاقتصادية والمدنية، انطلاقًا من إعادة النظر في العلاقة مع دولة الاحتلال، وفي دور السلطة ووظائفها، بما في ذلك إلغاء التنسيق الأمني».
جدار صد سياسي لمواجهة الخطّة الأمريكية
واقترحت ضرورة الدعوة إلى تفعيل الموقف العربي على مختلف المستويات، وتشكيل لجنة عربية عليا برئاسة تونس رئيس القمة العربية، وعضوية عدد من الدول ذات التأثير، وعلى أعلى المستويات، لمواكبة التحركات الفلسطينية والتنسيق في المواقف إقليميًا ودوليا. وحثّت المبادرة على إطلاق مبادرة سياسية تتضمن خطوات فاعلة لبلورة جبهة عالمية تضم كتلا وقوى دوليةً مختلفة، خاصة الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين والدول الإسلامية والأفريقية ومختلف مؤسسات الأمم المتحدة، بما يعزز الجهد الفلسطيني لتشييد حائط صد سياسي في مواجهة الخطة الأمريكية. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد، أول أمس، أن الجانب الفلسطيني لن يقبل «صفقة القرن» الأمريكية الساعية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي التي ستطرحها واشنطن قريبا لتجاوزها كل الشرعيات الدولية.
وسبق أن قال مستشار الرئيس الأمريكي وصهره غاريد كوشنر المعد للصفقة إن واشنطن ستنتظر حتى نهاية شهر رمضان في أوائل جوان للكشف عن الخطة، مشيرا إلى أن القضية ستناقش مع الحكومة الإسرائيلية بعد تشكيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الائتلاف الحاكم.
الاحتلال يبني جدار شمال غزة
شرعت إسرائيل في إقامة جدار خرساني في المنطقة المكشوفة على السياج الأمني شمال قطاع غزة، بعد نجاح المقاومة الفلسطينية في تنفيذ عملية نوعية باستخدام صاروخ «كورنيت» موجه استهدف سيارة عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال جولة التصعيد الأخيرة.
وبحسب وسائل إعلام الاحتلال، فإن الجدار الخرساني مدمج بتقنيات ذكية، وتبلغ كلفته حوالي مئة مليون شيكل (27.8 مليون دولار)، وسيتم بناؤه على طول مسارات السكة الحديد، بهدف حماية القطار - الذي يسير في المنطقة المكشوفة من جهة قطاع غزة - من أي استهداف لفصائل المقاومة في أي جولة تصعيد مقبلة.
لكن فصائل المقاومة تؤكّد أن هذا الجدار سيفشل كما فشلت كل التحصينات التي سبقته في حماية الاحتلال من عمليات المقاومة التي تتطور في كل مواجهة عن سابقاتها.