أبدت دول عدة قلقها من التصعيد الحاصل بسبب الاتفاق النووي الإيراني، وسعي أميركا لتضييق الخناق على إيران وقرار طهران التراجع عن تنفيذ بعض التزاماتها في الاتفاق إذا لم تحمها القوى العالمية من العقوبات الأميركية.
اعتبرت روسيا أمس الأربعاء أن إيران تعرضت لاستفزاز سبّب تراجعها عن بعض بنود الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بسبب ضغوط خارجية، ملقية باللوم في ذلك على الولايات المتحدة.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن «الرئيس (بوتين) تحدث مرارا عن عواقب خطوات غير مدروسة فيما يتعلق بإيران، وأعني بذلك قرار واشنطن (الانسحاب من الاتفاق). الآن نرى أن هذه العواقب بدأت تحدث».
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الصينية إن الاتفاق النووي الإيراني يجب تنفيذه بالكامل، وكل الأطراف مسؤولة عن ضمان تحقيق ذلك.
أما وزيرة الدفاع الفرنسية، فقد أكّدت أن بلادها تريد الإبقاء على الاتفاق النووي، وحذّرت طهران من عدم احترام التزاماتها، قائلة إن ذلك قد يجعل مسألة إعادة تفعيل آلية العقوبات مطروحة.
وقالت الوزيرة فلورنس بارلي: «إنه ما من شيء أسوأ من انسحاب إيران»، مضيفة أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا تبذل قصارى جهدها لبقاء الاتفاق.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، فقد جدّد تعهده بعدم السماح لإيران بالحصول على أسلحة نووية.
طهران تعلّق بيع اليورانيوم المخصّب والماء الثّقيل
هذا وأبلغت السلطات الإيرانية سفراء كل من بريطانيا وألمانيا وروسيا والصين قرارها تعليق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي التاريخي المبرم عام 2015 مع الدول الكبرى.
وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس الأربعاء، أن بلاده بدأت في خفض التزاماتها بالاتفاق النووي، كما أعلن تعليق بيع اليورانيوم المخصب والماء الثقيل الفائضين لديها.
وتابع بالقول: «لا نريد اليوم الخروج من الاتفاق النووي، فليعلم شعبنا والعالم كله بأن اليوم ليس نهاية الاتفاق النووي، بل هو يوم خطوة جديدة في الاتفاق النووي، وطبقا للاتفاق النووي وفي إطار الاتفاق النووي».
وأضاف: «أعلنا اليوم لرؤساء الدول الخمس أننا سنتوقف عن تنفيذ إجراءين: كلما تجاوزت موادنا المخصبة 300 كجم كنا نقوم ببيع الفائض لدولة أخرى ونتسلم الكعكة الصفراء بدلا عنه، وعملية البيع الثانية هي بيع الماء الثقيل، أي أننا نبيع الفائض كلما زاد عن 130 كجم. سنتوقف اليوم عن عمليتي بيع اليورانيوم المخصب الفائض والماء الثقيل الفائض».
وأوضح: «هذا الإعلان لمدة 60 يوما، وقد أوضحنا للطرف الآخر أنه لو جاءت الدول الخمس للتفاوض معنا وتوصلنا إلى نتيجة تحقق مصالحنا الرئيسية خاصة بيع النفط والمصارف فإننا سنعود للنقطة السابقة».
وشدّد على أن إيران لن تبدأ حربا ولكنها لن تستسلم.
والاتفاق النووي الذي أبرم في فيينا في جويلية 2015 وصادق عليه مجلس الامن في قرار، أتاح لإيران الحصول على رفع جزئي للعقوبات الدولية المفروضة عليها.