دعت حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا، أمس، مجلس الأمن الدولي إلى التحرّك لوقف الهجوم الذي تشنّه على طرابلس منذ أكثر من أسبوع مجموعات تابعة للضابط المتقاعد خليفة حفتر.
نقلت وسائل الإعلام الليبية عن محمد طاهر سيالة- وزير الخارجية في حكومة الوفاق- قوله للصحافيين: «نريد تدخّلاً سياسياً وليس عسكرياً»، مضيفا «نأمل أن يتمكّن مجلس الأمن الدولي من أن يوقف القوات التي تهاجم العاصمة «.
وأكد الوزير الليبي، أنه «يتعين على مجلس الأمن الدولي أن يدعو قوات حفتر إلى»الانسحاب إلى المواقع التي كانت فيها قبل الهجوم على طرابلس»، مضيفا «عندما يحصل ذلك ستتوقف القوات التي تدافع عن العاصمة عن القتال».
وعبّر سيالة عن أسفه لكون مجلس الأمن «لم يتمكن خلال اجتماعين عقدهما خلال الأيام الأخيرة من الاتّفاق على بيان، ولا حتى على قرار».
وتابع أنه «يجب على الليبيين الاعتماد على أنفسهم لإيجاد حلّ سياسي للنزاع، وإلا فإنهم سيدفعون أثماناً باهظة على مدى أجيال عديدة».
ودارت الجمعة معارك عنيفة بين قوات حكومة الوفاق وقوات حفتر في ضاحية طرابلس الجنوبية، حيث أسفرت المواجهات عن عشرات القتلى وآلاف النازحين.
وفي 4 أفريل الجاري أطلق الضابط المتقاعد حفتر عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس، في خطوة أثارت استنكارا دوليا واسعا.
وجاءت الخطوة قبيل انعقاد مؤتمر للحوار كان مقررا الأحد والثلاثاء المقبلين، ضمن خريطة طريق أممية لمعالجة النزاع في ليبيا قبل أن يتم تأجيله لأجل غير مسمى.
غارات جوية
وشنت الطائرات الحربية التابعة لقوات المشير خليفة حفتر، أمس، الجمعة، غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية في العاصمة طرابلس ومدينة زوارة غرب البلاد حيث تعرض أحد معسكرات الدفاع الجوي ببلدية تاجوراء بضواحي طرابلس، إلى غارة جوية استهدفت عددا من العربات المسلحة داخل المعسكر. وقال خالد دردور أحد حراس المعسكر، وفق وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، إن «طائرة حربية قامت بضربة جوية استهدفت المعسكر عقب صلاة الجمعة، حيث استهدفت عددا من العربات المسلحة كانت رابضة في ساحة المعسكر». وتقع بلدية تاجوراء شرق العاصمة (20 كلم).
وأضاف «طائرات حفتر هي من قامت بالهجوم بعدما أقلعت من قاعدة عقبة بن نافع الجوية غربي البلاد»، مؤكدا عدم وقوع أي ضحايا فقط تدمير بعض العربات المسلحة.
وخلفت المعارك في صفوف قوات حفتر 28 قتيلا، في حين سقط 35 قتيلا في مناطق سيطرة حكومة الوفاق، بحسب إحصائيات رسمية. فيما ذكرت منظمة الصحة العالمية في ليبيا الخميس، مقتل 56 شخصا منذ بداية الاشتباكات حول العاصمة طرابلس.
تداعيات على أسعار النفط
توقع اتحاد نفطي دولي «زيادة حادة في أسعار النفط الخام، ما يتسبب في اضطراب أسواق الأسهم الدولية ومشغلي السوق»، إن لم يتغير الوضع في ليبيا.
وقال رئيس فرع إيطاليا للاتحاد الدولي لقطاع النفط ميكيلي مارسيليا، إنها «مسألة بضعة أسابيع إن لم يكن بضعة أيام، فإذا لم يتغير الوضع في ليبيا، ستكون هناك زيادة حادة في أسعار النفط الخام، ربما تكون طويلة الأجل، مما يسبب اضطراب أسواق الأسهم الدولية ومشغلي السوق».