تظاهر أمس، محتجو «السترات الصفراء» في فرنسا للأسبوع العشرين ضد سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون، رغم منع التظاهر في بعض المناطق بالعاصمة باريس تخوفا من حصول صدامات جديدة.
ومنذ انطلاق حركة «السترات الصفراء» قبل أربعة أشهر، لازال العديد من النشطاء مصممين على عدم التراجع، ويقولون «إذا توقفنا خسرنا كل شيء».
وذكرت تقارير إعلامية فرنسية، أن قدرة الحركة على التعبئة قد تراجعت نوعا ما منذ انطلاقها في السابع عشر من نوفمبر للتنديد بسياسات الرئيس ايمانويل ماكرون المالية والاجتماعية، وخاصة بسبب تكرار أعمال العنف خلال تظاهراتهم الأسبوعية.
إلا أنهم نزلوا مجددا إلى الشارع السبت للمرة العشرين على التوالي وسط إجراءات أمنية مشددة.
ويؤكد عدد من محتجي «السترات الصفراء» في مختلف المدن الفرنسية، عزمهم على مواصلة الكفاح «حتى النهاية»، وهذا ما تؤكد عليه ستيفاني المعتصمة في مخيم ليلي منذ انطلاق الاحتجاجات.
وتقول هذه الثلاثينية العاطلة عن العمل «سهر الليل مرهق، ونعد الدقائق بانتظار وصول المناوبين الصباحيين» من السترات الصفراء. لكنها مع ذلك تقول «فصل الشتاء كان قاسيا إلا أنه بات وراءنا».
من جهته يقول فيكتور (43 عاما) العامل السابق في مصنع «كونتينانتال» للإطارت في كليروا (شمال) الذي أغلق عام 2010 إثر نزاع مع عماله، «الأكثرية هنا من العمال، إلا أن بيننا مدرسين ومحاميا وفنانين ومتقاعدين».
ومع أنهم يؤكدون تمسكهم بتحسين القدرة الشرائية للفرنسيين، فإنهم يتخوفون من المستقبل. تقول ستيفاني «إذا توقفنا خسرنا كل شيء ولن يعود أمامنا إلا السكوت»، معتبرة أن الزمن توقف معها منذ السابع عشر نوفمبر» لدى انطلاق هذه التحركات».
دعوات لوقف أعمال العنف
دعت المصارف الفرنسية إلى وقف أعمال العنف التي سبق أن استهدفت مئات من فروعها على هامش أيام التعبئة خلال تظاهرات «السترات الصفراء» وذلك في مقالة نشرتها السبت صحيفة «لوموند».
وقال الأعضاء الستة في اللجنة التنفيذية للاتحاد المصرفي الفرنسي، المنظمة المهنية التي تضم كل المصارف في فرنسا، «لقد آن الأوان بالنسبة للجميع لكي يدينوا الأعمال التي ترتكب بحق المصارف».
وهؤلاء الأعضاء الستة هم رؤساء أكبر مصارف فرنسية (بي بي سي اي، وبي ان بي باريبا وكريديه موتيويل، وبنك بوستال، وكريدي اغريكول وسوسيتيه جنرال).
وتعرضت أكثر من 760 مؤسسة مصرفية لأعمال عنف منذ بدء حركة الاحتجاج.
وأعمال العنف هذه دفعت بالاتحاد المصرفي الفرنسي، المؤسسة التي تمثل المصارف الفرنسية وثلاث نقابات مصرفية إلى التنديد بشكل مشترك بهذه الأعمال.