التحضير للجولة الثالثة وتقرير المصير مدخل التسوية السياسية
انتهت المائدة المستديرة الثانية حول الصحراء الغربية المحتلة التي نظمت بالقرب من جنيف يومي الخميس والجمعة، من دون تحقيق أي تقدم ملموس في مسار تسوية النزاع بين جبهة البوليساريو والمغرب، حسبما ورد في البيان الختامي، الذي تطرق إلى جولة أخرى من غير تحديد التاريخ، وكذا في تصريح المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هورست كوهلر.
واعترف كوهلر أنه «تبقى هناك أشياء كثيرة يجب القيام بها» ولا «يتعين على أي أحد انتظار نتيجة سريعة»، كون «العديد من المواقف ما زالت مختلفة في الأساس».
ولايزال المغرب متشبثا بموقفه ولا يريد أن يتنازل عن شيء حول احتلاله غير الشرعي للصحراء الغربية. وهذا ما يتضح جليا في التصريح الذي أدلى به وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة الذي يرى أن «حق تقرير المصير لا يعني الاستفتاء أو الاستقلال».
وأمام هذا التعنت، يريد المبعوث الأممي إعطاء مهلة للتفكير حول هذه المسألة، حسب بعض التسريبات، مما يرفع الإبهام حول مسألة عدم تحديد تاريخ انعقاد المائدة المستديرة المقبلة.
في حين، يبقى الرئيس الألماني السابق متمسكا بأمل الوصول إلى حل «توافقي»، مشيرا إلى «ضرورة» بذل جهود حقيقية «لتوفير الثقة اللازمة والتقدم في المسار».
وصرح كوهلر «لقد شجعت الوفود على استغلال الالتفاتات الطيبة المعبرة عن حسن النوايا والأعمال الملموسة التي تتخطى حدود المائدة المستديرة»، مشيرا إلى أن الشعب الصحراوي «بحاجة إلى أن يتوقف هذا النزاع وأنه يستحق ذلك».
تواصل المحادثات
وحتى وإن كان البيان الختامي قد أكد أن الأشغال اتسمت بروح «اللباقة» و»الانفتاح» في جو ساده الاحترام المتبادل، فإنه يذكر بأن المحادثات ستتواصل حول سبل «التوصل إلى حل سياسي يقبله الطرفان بخصوص مسألة الصحراء الغربية على أن يكون حلا واقعيا وقابلا للتحقيق ومستداما يقوم على حل وسط عادل يضمن حق تقرير المصير للشعب الصحراوي وفق اللائحة 2440 (2018) لمجلس الأمن».
صمود وثبات
وألحت جبهة البوليساريو من جهتها على أنه لا يمكن أن يكون هناك حل دائم»، «دون موافقة الشعب الصحراوي»، الذي يجب أن يعبر عن حقه في تقرير مصيره من خلال تنظيم استفتاء.
وأكد رئيس الوفد الصحراوي، خاطري أدوه، أنه «من الواضح أن الحل الوحيد العملي والواقعي والدائم هو الحل الذي يمنح للشعب الصحراوي حقه في تقرير مصيره بحرية ودون شروط مسبقة»، محذرا من أنه «لا يمكن أن يكون هناك حل دائم دون موافقة شعب الصحراء الغربية الذي يريد العيش في سلام وحرية وديمقراطية وازدهار»، مشيرا إلى أن هذا الحل «سيساهم في سلام وأمن واستقرار المنطقة».
وبخصوص الجولة القادمة، التي سيحددها المبعوث الخاص الأممي، اعتبر خاطري أنه يجب «البناء على العناصر اللازمة لحل عادل ودائم يحترم حق الصحراويين» الذي يعد «هدفا ثابتا ودائما» يتضمن تقرير المصير والاستقلال.
مائدة ثالثة
تمت دعوة وفود طرفي النزاع أي المغرب والصحراء الغربية، والدولتين الجارتين، الجزائر
وموريتانيا، أمس الأول، إلى الجلوس حول مائدة مستديرة جديدة حول الصحراء الغربية المحتلة.
وعقب أشغال المائدة المستديرة، التي انعقدت ببورسين (فود - سويسرا) والتي نظمت وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2440 الصادر في أكتوبر المنصرم والرامية إلى التوصل إلى حل سياسي عادل ومستديم يقبله الطرفان ويفضي إلى تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية، «رحبت الوفود بنية المبعوث الخاص في دعوتهما مجددا إلى تنظيم مبادرة مماثلة»، حسبما أفاد به بيان وزع على الصحافة الذي لم يحدد تاريخا لذلك.
الشعب الصحراوي يستحق إنهاء النزاع
كما أعربت الوفود، يضيف البيان، عن رغبتها في «الاستمرار بالالتزام في المسار بكل جدية و احترام»، مشيرا إلى أنها قد اتفقت على وجوب «تعزيز الثقة».
أكد المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية، هورست كوهلر بجنيف أن شعب الصحراء الغربية المحتلة «بحاجة ويستحق أن ينتهي هذا النزاع»، ملحا على ضرورة إيجاد «حل وسط».