أحيت الأمم المتحدة أمس اليوم العالمي للمرأة، حيث دعت إلى مضاعفة الجهود لحماية وتعزيز حقوقها وكرامتها ودورها القيادي.
وفي رسالة بهذه المناسبة، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إن المساواة بين الرجل والمرأة، وحقوق المرأة أمران أساسيان لتحقيق تقدم عالمي في السلام والأمن وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة.
وأضاف غوتيريس أن زيادة عدد صانعي القرار من النساء أمر بالغ الأهمية، مشيرا إلى أن عددهن في الإدارة العليا الحالية للأمم المتحدة هو الأعلى على الإطلاق، وتعهد بالاستمرار في البناء على هذا التقدّم.
وأحيت دول العالم اليوم العالمي للمرأة هذا العام تحت شعار «فكروا بالمساواة، وبناء الذكاء، والابتكار من أجل التغيير».
من جهة أخرى، كشف تقرير لمنظمة العمل الدولية أن المتوسط العالمي لأجر المرأة يقل بنسبة 20% عن أجر الرجل، وأن الفجوات بين الرجل والمرأة في ميدان العمل لم تشهد أي تحسن يذكر منذ 20 عاما، كما جاء على لسان ستيفان دوجاريك المتحدث باسمغوتيريس.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي، أن المرأة العاملة لا تزال تخضع للعقاب بسبب إنجاب ورعاية أطفالها، في إشارة إلى أن ذلك يضطرها للحصول على إجازات وساعات عمل أقل، مما يؤثر على عملية الترقية والأجر.
أوجه عدم المساواة بين الجنسين
اعتبرت منظمة الأمم المتحدة الخميس، أن الفروقات المهنية بين الرجال والنساء عبر العالم لم تشهد تراجعا منذ ربع قرن. ونشرت منظمة العمل الدولية تقريرا سلّط الضوء على أبرز أوجه عدم المساواة بين الجنسين في الوظائف، ولكن أيضا في المهام المنزلية.
قالت الأمم المتحدة الخميس، إن الفروقات المهنية بين الرجال والنساء لم تشهد تراجعا فعليا منذ ربع قرن ولن يتغيّر الوضع ما لم يتول الرجال المزيد من المهام المنزلية.
وكشفت منظمة العمل الدولية في تقرير جديد أن الفارق بين مستوى التوظيف بين الرجال والنساء تراجع أقل من نقطتين مئويتين خلال السنوات السبع والعشرين الأخيرة.
وكانت أرجحية أن تحصل المرأة على وظيفة في 2018، أقل من الرجل بـ26 نقطة مئوية على الرغم من أن بعض استطلاعات الرأي تشير إلى أن 70 بالمئة من النساء يفضلن العمل على البقاء في المنزل.
المهام المنزلية تعيق تقدم المرأة
وفي تقريرها الصادر بمناسبة يوم المرأة العالمي في الثامن من مارس، شدّدت منظمة العمل الدولي على وجود عوامل عدة تعيق المساواة في الوظيفة «أكثرها تأثيرا رعاية الأطفال».
وأوضحت مانويلا توميي مديرة دائرة ظروف العمل والمساواة في المنظمة «في السنوات العشرين الأخيرة، لم يتراجع الوقت الذي تكرّسه النساء لرعاية الأطفال والمهام المنزلية فيما زاد الوقت الذي يكرسّه الرجال في هذا المجال ثماني دقائق فقط».
وتابعت أنه على هذه الوتيرة «نحتاج إلى أكثر من 200 سنة للتوصل إلى المساواة في الوقت المكرس للنشاطات غير مدفوعة الأجر». كما ورد في التقرير أن 647 مليون امرأة في سن العمل (أي 21،7 بالمئة) في العالم يقمن بدوام كامل بعمل غير مدفوع الأجر في مجال رعاية الآخرين وهذه النسبة تصل إلى 60 بالمئة في العالم العربي.
وفي فرنسا، أثارت وزيرة الدولة المكلفة بالمساواة بين الرجل والمرأة مسألة عدم المساواة بين الرجل والمرأة في أداء المهام المنزلية. وقالت في كلمة أمام البرلمان الأربعاء، إن «20 بالمئة فقط من المهام المنزلية يقوم بها الرجال».
بداية الاحتفال بعيد المرأة
معلوم أن اليوم العالمي للمرأة هو فرصة للوقوف عند نضالات ومعاناة المرأة وكذلك للدفاع عن حقوقها، واختيار 8 مارس تاريخا لعيدها، يبدو أنه لم يكن صدفة.
ويرى الباحثون أن الثامن مارس مرتبط بتحركات قادتها نساء، ففي مثل هذا اليوم من سنة 1856 خرج آلاف النساء في شوارع مدينة نيويورك للاحتجاج على الظروف اللاإنسانية، التي كن يجبرن على العمل تحتها.