أكد القيادي في حركة حماس، حسام بدران، أمس، إصرار الحركة على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بمراحله المختلفة.
قال بدران في بيان نشرته حماس، إن عدم التزام الاحتلال بما تم الاتفاق عليه سيعيدنا إلى الصفر، موضحاً أن الحركة طالبت الوسطاء بإلزام الاحتلال باتفاق وقف إطلاق النار ووقف الخروقات واستكمال كل البنود التي تم إقرارها.
وأضاف بدران، أن حماس ترحب بأي مقترحات تدفع باتجاه تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بما يضمن حقوق أبناء شعبنا.
وكان موقع «أكسيوس» الإخباري أفاد، الخميس، بأن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، قدّم اقتراحاً مُحدثاً لتمديد وقف إطلاق النار في غزة حتى 20 أبريل المقبل.
ونقل «أكسيوس» عن مصادر قولها، إن المقترح المُحدّث يشمل تمديد وقف إطلاق النار لعدة أسابيع، مقابل إطلاق حماس سراح مزيد من المحتجزين واستئناف المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
تجويـع وتعطيــش
من ناحية ثانية، حذرت حكومة غزة من عودة المجاعة إلى القطاع في ظل إغلاق الكيان الصهيوني المعابر أمام المساعدات الإغاثية والطبية منذ 14 يوما، وفقدان 80٪ من الفلسطينيين مصادر الغذاء.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان: “يدخل قطاع غزة اليوم الرابع عشر من جريمة الاحتلال الصهيوني بمنع المساعدات وإطباق الحصار بإغلاق المعابر”.
وأردف: “باتت تداعيات هذه الجريمة على المستوى الإنساني واضحة، ومؤشرات عودة شبح المجاعة وانعدام الأمن الغذائي لا تخطئها عين”.
ورصد المكتب فقدان نحو 80٪ من الفلسطينيين لمصادرهم من الغذاء سواء بتوقف صرف المساعدات من الجهات الإغاثية وذلك لعدم توفر المواد التموينية والغذائية، وخلو الأسواق من السلع.
كما وثقت حكومة غزة توقف نحو 25٪ من مخابز القطاع عن العمل؛ ما أثر على كميات الخبز المقدمة للمواطنين، محذرة من توقف أعداد أخرى جراء نفاد الوقود.
وبيّنت أن “90٪ من فلسطينيي غزة باتوا لا يجدون موردا للمياه، بسبب الأزمة الكبيرة والخانقة في توفر مياه الشرب جراء منع دخول الوقود المشغل للآبار ومحطات التحلية”.
وتابع البيان: “هناك شح كبير وأزمة خانقة في مياه الاستخدام المنزلي وأزمة أكبر في مياه الشرب، بسبب منع الوقود الذي تُشغل به الآبار ومحطات التحلية، واضطرار البلديات لتقنين تشغيل الآبار حفاظا على ما هو متوفر من وقود ولضمان إيصال المياه للمواطنين أطول فترة ممكنة”.
وذكر أن إغلاق المعابر “ضاعف معاناة نحو 150 ألف من أصحاب الأمراض المزمنة والجرحى” حيث باتوا لا يجدون الدواء أو المستلزمات الطبية لمداواتهم.
أزمـة حـادة فــي توفـير الميــاه
هذا، ويفيض المشهد الفلسطيني بالمعاناة، بعدما بات آلاف النازحين بخيام مهترئة لا تحميهم من برد الشتاء ولا حرارة الشمس، يواجهون أزمة مياه تتفاقم يوما بعد آخر، لتصبح واحدة من أصعب التحديات التي تواجه هذه الأسر المكلومة الناجية من الإبادة.ويقطع الفلسطينيون في شهر رمضان مسافات طويلة سيرا على الأقدام، حاملين أوانٍ فوق رؤوسهم أو بأيديهم، فقط للحصول على المياه التي بالكاد تكفيهم للشرب أو للاستخدامات اليومية.
والأربعاء، حذر اتحاد بلديات قطاع غزة، من كوارث صحية وبيئية خطيرة جراء استمرار الاحتلال بمنع وصول إمدادات الكهرباء والمياه إلى القطاع، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل الفوري.
ولا تعد أزمة المياه في غزة وليدة اللحظة، بل تفاقمت بشكل مأساوي بعد القصف الصهيوني الذي دمر البنية التحتية والمرافق الأساسية خلال الإبادة، ما جعل الحصول على المياه النظيفة حلما بعيد المنال لكثير من العائلات.
ومع استمرار الحصار الصهيوني يجد الفلسطينيون أنفسهم في شهر الصوم أمام موجة قاسية مع العطش والجوع والفقر، في ظل حالتهم المأساوية داخل الخيام وأماكن اللجوء بعد تدمير الاحتلال منازلهم وبنيتهم التحتية.