ترامب في أول زيارة له للعراق: أمريكا ليست "شرطي العالم"

وكالات

قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارة مفاجئة وسرية للقوات الأمريكية في العراق ليلة أمس الأربعاء بمناسبة عيد الميلاد وهي أول زيارة له لمنطقة صراعات بعد عامين تقريبا من رئاسته وعقب أيام من الإعلان عن سحب القوات الأمريكية من سوريا.

وفي القاعدة العسكرية العراقية دافع ترامب عن سياسة "أمريكا أولا" التي يتبعها بالانسحاب من التحالفات المتعددة الجنسيات، بما في ذلك الحروب التي لا تنتهي في الشرق الأوسط، وأكد أن الولايات المتحدة تخوض معارك نيابة عن دول أخرى منذ فترة طويلة.

وقال في هذا السياق "لا نريد أن نكون عرضة للاستغلال أكثر من جانب دول تستغلنا وتستخدم جيشنا القوي لحمايتها، لأنها لا تدفع في مقابل ذلك لكنها ستكون مضطرة إلى ذلك".

وأضاف "نحن منتشرون في جميع أنحاء العالم، نحن في بلدان لم يسمع بها معظم الناس بصراحة، هذا أمر سخيف".

وأكد "لا تستطيع الولايات المتحدة أن تبقى شرطي العالم، إنه أمر غير عادل عندما يقع العبء علينا، على الولايات المتحدة".

وقال ترامب للصحافيين إنه عارض جنرالات طلبوا تمديد الانتشار في سوريا، حيث يوجد نحو ألفي جندي إلى جانب جنود من جنسيات أخرى يساعدون المسلحين المحليين الذين يحاربون تنظيم "الدولة الإسلامية".

وأضاف أنه أبلغ القادة العسكريين أنه "لا يمكنكم الحصول على مزيد من الوقت كان لديكم ما يكفي من الوقت".

وقد أدى قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا إلى استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس الذي كانت لديه وجهة نظر مختلفة حول التواجد العسكري هناك.

وفي رسالة استقالته الشديدة اللهجة، حرص ماتيس على زجر ترامب عندما شدد على "تمسكه" بآرائه حول "معاملة الحلفاء باحترام".

كما واجه ترامب انتقادات من فرنسا وشركاء دوليين وشخصيات رفيعة في حزبه الجمهوري في هذا الإطار.

وتهدف رحلة العراق أيضا إلى إسكات الانتقادات على نحو ما حول عدم التقاء ترامب بجنود أمريكيين على الأرض، وخاصة عندما يكرر دعمه للجيش في تجمعات الحملات الانتخابية.

كما أنها تصرف الانتباه عن المشاكل السياسية الداخلية المتفاقمة، بما في ذلك إغلاق الحكومة الفدرالية بسبب خلاف ترامب مع الكونغرس حول تمويل الجدار الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك، والتحقيقات بشأن المزاعم عن روابط بين حملته الانتخابية وروسيا.

واعتبر ترامب أن هذه الرحلة إلى العراق تختلف عن أي رحلة أخرى اختبرها، قائلا "لو رأيتم ما الذي كان علينا المرور به في الطائرة المظلمة ونوافذها المغطاة بستائر بحيث لا يوجد أي ضوء في أي مكان، ظلام شديد السواد".

وأقر ترامب بوجود مخاوف أمنية رافقت زيارته إلى العراق، معربا عن "حزنه الشديد" لحاجته إلى كل هذه السرية للقاء الجنود الأمريكيين هناك.

وقال "من المحزن جدا عندما تنفق 7 تريليونات دولار في الشرق الأوسط أن يتطلب الذهاب إلى هناك كل هذه السرية الهائلة والطائرات حولك، وأعظم المعدات في العالم، وأن تفعل كل شيء كي تدخل سالما".

أما من الجانب العراقي فقد ندد زعماء سياسيون وزعماء فصائل مسلحة بالعراق بزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئة إلى القوات الأمريكية في العراق الأربعاء واصفين إياها بأنها انتهاك لسيادة العراق.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024