جدّد رئيس جنوب أفريقيا وزعيم حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، سيريل رامافوزا، دعمه القوي للشعب الصحراوي وجبهة البوليساريو، مؤكّداً تضامن جنوب أفريقيا الثابت مع قضية الصحراء الغربية.
في كلمته خلال قمة حركات التحرر التي اختتمت أشغالها بجوهانسبورغ، وضع رامافوزا قضية الصحراء الغربية ضمن السياق الأوسع لتحرر أفريقيا غير المكتمل، قائلاً: “التحرر لا يتجزّأ. لسنا أحرارًا حقاً ما لم نتحرّر جميعا”.
وحذّر رامافوزا من أن أفريقيا تواجه اليوم “تكالبا جديداً”، لا من أجل الأراضي فقط، بل من أجل بياناتها ومعادنها وشعوبها ومستقبلها. واعتبر أنّ الاحتلال المغربي للصحراء الغربية هو جزء من هجوم عالمي أوسع على سيادة أفريقيا، مندّداً بما وصفه بإعادة تسليح المؤسسات الدولية والدبلوماسية القائمة على المعاملات، التي تقوض التعددية والوحدة القارية.
وأشار رامافوزا إلى أنّ فاعلين دوليين يستخدمون المظالم المشروعة للشعوب الأفريقية للتدخل في الشؤون الداخلية وزعزعة استقرار الحكومات التقدمية، بما في ذلك تلك التي تقف إلى جانب فلسطين والصحراء الغربية.
ورأى زعيم حزب المؤتمر الوطني الإفريقي أن النظام العالمي الحالي يشهد عودة لنهج الاستعمار الجديد والأحادية، ممّا يشكّل خطراً كبيراً على تطور أفريقيا واستقلالها السياسي. ودعا إلى دفع متجدد نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب، عادل وشامل، يحترم فعلاً سيادة أفريقيا وعدالة تاريخها. وقال: “إنّها حملة تكالب جديدة على أفريقيا”، داعياً حركات التحرر إلى أن تكون مهندسة لنظام عالمي جديد أكثر عدلاً وشمولاً.ومن خلال ربط موقفه من الصحراء الغربية بالتحذيرات الأوسع من استغلال النظام الدولي لموارد أفريقيا وهشاشتها، شدّد رامافوزا على أن مستقبل القارة مرهون بوحدتها وتصنيعها ووضوح رؤيتها الأيديولوجية.
ودعا حركات التحرر في أفريقيا إلى مواجهة عوامل الانهيار الداخلي والتلاعب الخارجي، والنهوض بالمهمة التاريخية المتمثلة في استكمال تحرير القارة اقتصاديًا وأيديولوجيًا وترابيًا، مؤكداً في ختام كلمته: “نحن حُماة ثورة أفريقيا غير المكتملة”.