يواجه المخرج البريطاني الأمريكي “كريستوفر نولان” انتقادات من منظمات دولية وصحراوية، بعد قيامه بتصوير مشاهد من فيلمه الجديد “الاوديسيا” في مدينة الداخلة بالصحراء الغربية المحتلة، ووسائل إعلام دولية كبيرة تسلّط الضوء على التنديد الصحراوي والدولي بهذا الشكل الجديد من أشكال دعم الاحتلال وانتهاك القانون الدولي.
أعربت سكرتارية “في الصحراء”، التي تنسّق المهرجان الدولي للسينما الذي يُنظّم في مخيمات اللاجئين الصحراويين، عن رفضها الشديد لاختيار مدينة الداخلة المحتلة كموقع تصوير للفيلم، معتبرة أن ذلك يُسهم في “تطبيع الاحتلال المغربي”، ويمنح شرعية ضمنية وغير مستحقة، ولا شرعية لسيطرة دولة الاحتلال على الإقليم، الذي لم يستكمل بعد مسار تصفية الاستعمار تحت إشراف الأمم المتحدة.
لا لشرعنة الاحتلال
وأصدرت “في الصحراء” نداءً عاجلاً إلى نولان وفريقه، بمن فيهم نجوم السينما مات ديمون وزندايا، “لوقف التصوير في الداخلة والتضامن مع الصحراويين الأصليين الرازحين تحت الاحتلال العسكري منذ 50 عامًا، والذين يتعرّضون للسجن والتعذيب بشكل روتيني بسبب نضالهم السلمي من أجل تقرير المصير”.وكان فريق العمل، الذي يضم عددًا من نجوم هوليوود من بينهم مات ديمون وزيندايا، قد صوّر خلال شهر جويلية مشاهد في مناطق قريبة من مدينة الداخلة المحتلة، ضمن مشاهد الفيلم الذي يُجسد ملحمة “الأوديسة” اليونانية، بميزانية تقارب 250 مليون دولار، ومن المقرر طرحه في صالات العرض في جويلية 2026.
دعوة للالتزام بالقانون الدولي
وأكّدت “في الصحراء” أنّ أي إنتاج فني يُصوَّر في أراضٍ محتلة دون الرجوع إلى السكان الأصليين أو احترام الوضع القانوني الدولي يشكّل “تورطًا غير مباشر في شرعنة الاحتلال”، داعية فريق العمل إلى وقف التصوير في الصحراء الغربية المحتلة، والالتزام بمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وقد عرف هذا التنديد الدولي والصحراوي تغطية إعلامية كبيرة من قبل جرائد بريطانية ومواقع دولية مثل “التايمز”، و«الغارديان” و«فوربس”، و«ذي تيلغراف” وموقع “ميدل إيست أي”، بالاضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي حيث يقوم نشطاء دوليون وصحراويون بتوجيه النقد لهذا الاصطفاف غير المبرر من قبل مخرج وفنانين بهذا الحجم مع الاحتلال عن وعي أو عن جهل.