تجري اليوم الأحد الانتخابات العامة في السويد. وفي المعتاد لا تلفت هذه الانتخابات في الدول الإسكندنافية (النرويج والدانمارك والسويد) الأنظار إليها، غير أن هذه الانتخابات سيكون لها مذاق خاص. فالسياق الأوروبي والدولي يموج بتغيرات كبيرة أهمها ارتفاع رصيد الحركات اليمينية المتطرفة في الحياة السياسية وحظوتها لدى الناخبين. كما أن الأوضاع على الصعيد الداخلي حبلى هي الأخرى بتوترات تزداد يوما وراء آخر، عكستها استطلاعات الرأي التي ترجح فوز حزب «الديمقراطيون» اليميني المتطرف، ليصبح ثاني أكبر قوة سياسية في البلاد مقابل تراجع وفقدان الأغلبية البرلمانية لحزب رئيس الوزراء شتيفان لوفين (الاشتراكيون الديمقراطيون)، الذي يهيمن على السياسة في البلاد منذ ثلاثينات القرن الفائت.
تسود حالة من الترقب والحذر في السويد، مع وصول موعد الانتخابات البرلمانية «ريستاغ»اليوم ، حيث أظهرت استطلاعات رأي أجرته البلاد، صعوداً للأحزاب اليمينية المتطرفة المناهضة للاجئين، وتراجعاً لقوى اليسار واليمين الوسط.
ويقول محللون سياسيون، أن حزب «ديمقراطيي السويد» اليميني المتطرف، ينافس بشدة للحصول على عدد أكبر من المقاعد على حساب حزب
«الاشتراكي الديمقراطي» وهو الحزب الحاكم في البلاد.
ويشعر اللاجئون بالقلق خاصة بعد أن ارتفعت نسبة المؤيدين لقوى اليمين التي تدعو إلى ترحيل اللاجئين غير الشرعيين وغلق الأبواب في وجه المهاجرين الجدد.
وبيّن الاستطلاع، أن السويديين يميلون للتصويت لليمين المتطرف، ونقطة المحورية بين الأحزاب الرئيسية في البلاد هي مسألة اللاجئين من جهة وتقليص الرعاية الصحية والاجتماعية من جهة أخرى.
وشهد عام 2010، أول فوز لحزب ديمقراطيي السويد اليميني المتطرف بمقاعد في الريستاغ عندما حصل على نسبة 5.7 في المئة من الأصوات، وارتفعت تلك النسبة عام 2014 لتصبح 12.9 في المئة، أي 42 مقعدا من أصل 349. وفي استطلاع هذا العام ترتفع النسبة في بعض المناطق إلى أكثر من 20 في المئة، وهي نسبة يعتبرها الاشتراكيون الديمقراطيون «خطيرة»، وستحسم النسبة النهائية لمؤيديه في تصويت اليوم.
واستهدف اليمين المتطرف في حملته الانتخابية فئة الشباب وخاصة المقيمين في الأرياف، حيث فرص العمل المحدودة بحسب دعايتهم وحملتهم الانتخابية.
ومع صعود فرص نجاح اليمين، تسود ضجة وتوتر في الأوساط السياسية، تجاوزت الحدود السويدية، وارتفعت أصوات اليمينيين في دول أوروبية أخرى. بينهم زعيم اليمين البريطاني نايجل فرج، الذي هنأ ديمقراطيي السويد المتطرفين في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر ترحيباً بنجاح هذا الحزب.