للجزائر تجربة رائدة في المصالحة الوطنية، فهي نموذج صالح لكل مكان وزمان، التجربة الجزائرية ناجحة لعلاج الأزمات، وبفضل الحوار البناء وتغليب مصلحة الوطن، ومساهمة جميع أبنائه في بنائه، واحترام القوانين وإقرار العدالة تجسدت مساعي التقدم بخطوات نحو الأمام في وقت قصير، مكن من استدراك ما قضت عليه الحرب خلال عشرية من الزمن أو أكثر.
وفي هذه الأيام، تصل الوفود الممثلة لسكان مدن شمال مالي إلى باماكو، لتشارك في جلسات المشاورات الوطنية، ومن تمبكتو، كيدال وغاو، جاء الأعيان وممثل, المجتمع المدني لطرح انشغالاتهم والحديث بكل صراحة وحرية، عن واقع التنمية ومشاكل الشباب والأسباب التي أدت إلى استغلالهم من قبل الجماعات الإرهابية وبارونات المخدرات.
واهم ما في هذه المحادثات، هو البحث عن توافق وطني لبلوغ أهداف التنمية والنهوض بالبلاد وإعادة ترميم ورص النسيج الاجتماعي من جديد، ووضع آليات مادية ومعنوية لعدم تكرار ماحدث من شرخ وأزمة راح ضحيتها مئات القتلى وآلاف النازحين.
فمالي تأخذ العبرة والسند اليوم، من الجزائر، وتستمد تفاؤلها من رواندا التي عرفت مجازر إبادة جماعية وعمليات تطهير عرقي راح ضحيتها أزيد من مليون قتيل، ورغم ذلك تمكنت من استعادة الاستقرار النسبي وتتطلع إلى ما هو أحسن لشعبها، أما جنوب إفريقيا فأصبحت في وقت وجيز قوة اقتصادية عالمية بعد القضاء على نظام الابارتيد.
وكل الدول الإفريقية التي تعرف أزمات حاليا، هي في حاجة للمصالحة وليس شيئا آخر غير ذلك، لأنها تتيح لأبناء الدولة تشريح مشاكلهم واقتراح الحلول اللازمة دون تدخل خارجي.
المصالحة أُمُ الحلول
ح.م
شوهد:1021 مرة