الفنــــان كمــــال خــــديم لــ«الشعــــب»

الرسـوم المتحركــة في الجزائــر لم تنـل حقهــا مـن الاهتمـام

حاورتــه: امـــال مرابـطي

«نحن شباب جزائري طموح اهتم كثيرا بالإعلام والسمعي البصري وبالتحديد بمجال الرسوم المتحركة التي أحببناها وتعلقنا بها وبقصصها الجميلة، ولكن كنا نحس أنها تحكي عن قيم ليست بقيمنا وأناس ليسوا من شعبنا، فكنا في كل مرة نبدع شخصيات مبنية بتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا ونعطيها اسما ونجعلها بطل قصة «..كلمات نبعت من مبدع اسمه كمال خديم من مجموعة «اية للفن الرقمي»، الذي أجرت «الشعب» معه هذا الحوار.

الشعب: الرسوم المتحركة تعتمد على الخداع البصري فتتشكل صورة متحركة، حدثونا كيف بدأ تبنيكم لفكرة تصميم أفلام هذا النوع الغني؟
كمال خديم :  ...اسمحوا لنا أن نعرفكم بنا نحن شباب جزائري طموح اهتم كثيرا بجانب الإعلام والسمعي البصري وبالتحديد بمجال الرسوم المتحركة ...كانت بدايتنا منذ طفولة كل شاب فينا، حيث أحببنا الرسوم المتحركة وأفلام الكرتون وتعلقنا بها وبقصصها الجميلة، ولكن كنا نحس أنها تحكي عن قيم ليست بقيمنا وأناس ليسوا من شعبنا، فكنا في كل مرة نبدع شخصيات مبنية بتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا ونعطيها اسما نجعله بطل قصة، وشيئا فشيئا بدأ تجسيد هذه الشخصيات في قصص ورسوم متحركة يصبح هدفا..ومن هنا كانت الانطلاقة.
الرسوم المادة الأولى المفضلة لدى الأطفال، لذلك نجده يتجول في الغموض، والأعاجيب وقصص العمالقة، كيف توجهون عملكم للطفل وما الذي تحاولون تقديمه؟
هنالك عدة مفاتيح لدخول عقل الطفل وأولها الخيال، فنحن نحاول أن نستقطب الأطفال باستعمال الخيال، لكن أهم شيء هو الجودة التي يشاهدها في التلفاز، فلا يمكن أن أعوض الطفل برسوم متحركة ليست مبنية على أسس في التحريك ولا في الرسم، حيث إن من أهم الأشياء التي يلزم معرفتها أن المشهد الثابت في الرسوم المتحركة لا يطول على أكثر من 5 ثوان وإلا سيشعر بالملل..أما بالنسبة لما نحاول تقديمه فهو معالجة عدة قضايا باستعمال هويتنا، وتقاليدنا فمثلا أن نحاول نزع بما نسميه الحرج أو التهرب من الهوية والخجل من اللباس التقليدي بدل الاعتزاز به.
الرسوم المتحركة تحتاج لكاتب قصة، لضبط السيناريو، ورسومات تعبر عن شخصيات، بالإضافة إلى موسيقى تضبط مع تحركات الرسوم، كيف تقومون بضبط كل هذه الأمور؟ هل هو إبداع شبابي بآليات وتقنيات بسيطة أم تعتمدون على جهات معينة لضبط  الفيلم؟
 أولا أقولها وبكل فخر الحمد لله ثم الحمد لله كثيرا ..لدينا شباب في الجزائر قادر على تحدي أكبر شركات العالمية بقدراتهم البسيطة، فلدينا من هو مختص في كتابة القصة ومن يضبط السيناريو، وهنالك من يصمم الشخصيات إلى آخر فرد من طاقم الإنتاج...مع العلم أن أغلبيتهم متحصلون على جوائز وشهادات وطنية وعالمية، ولكن نحتاج فقط من يثق فينا ويفتح لنا الأبواب للتعلم.
كم يستغرق من الوقت لإنجاز فيلم الرسوم المتحركة؟
 إن الوقت في الرسوم المتحركة يحتسب بالدقيقة وهي تنقص على حسب عدد الأفراد و أيضا حسب الجودة، فمثلا نحن و بجودة منافسة للغرب وبحوالي 12 فردا ننتج حوالي 5 دقائق في شهر أي فلم بمدة 25 دقيقة يكون بحوالي 5 شهور .
ما هي أنواع الرسومات المتحركة والنماذج التي تستعملونها لإيصال رسائلكم؟
 نحن كشباب اخترنا النوع الياباني ـ الأنيمي ـ وهذا لأنه الأكثر تعبيرا، والمحبوب لدينا نحن الشباب وحتى الأطفال كما انه بديل لما يراه الأطفال من رسوم يابانية مثلا : ناروتو، القناص، سالي، بوليانة ....كما أن هذا النوع يتماشى مع شتى أنواع الدراما في الرسوم المتحركة .
 هل شاركتم بعالم المنافسات والمهرجانات الدولية ؟
 تحصلنا على المراتب الأولى في كل من جائزة «علي معاشي « للسمعي البصري، جائزة النوابغ لشركة جيزي، كما شاركنا في مهرجان كوميك كون لدبي.


 برأيكم لماذا الغياب العربي عن إنتاج رسومات متحركة؟ هل يعتمد على تقنيات ضخمة وأموال كثيرة ؟ أم انه الإبداع  الموجه للطفل العربي يعاني النقص والتهميش؟

أولا لا يمكن أن نقول غياب عربي، و هذا لأنه أصلا غير موجود فيلم يسبق أن وجدت مدرسة تعليم صناعة أفلام الكرتون في الجزائر، أما في الخارج فهي باهضة الثمن، وبصراحة العرب يمكنهم صناعة الأفلام بشتى أنواعها ولكن المشكلة هي الفارق الكبير في التفكير بين الشباب المبدع والمدراء ومؤسسي الشركات و الممولين، حيث مثلا نحن شخصيا عانينا مع كثير من مسؤولي القنوات الجزائرية حول البث أو المموليين، حيث أنهم يحتجون في غير تخصصهم عن الفكرة أو نوع الرسم الذي نستعمله على أنه غربي وأنه ليس محلي ناسين أن النوع هو وسيلة تم اختيارها، وأنه المفضل لنا نحن الشباب، يقاس الفيلم بالمحتوى وليس بالوسيلة وهذا مثال لازلنا نقع فيه نحن العرب لحد الآن، حيث لازال هنالك تصارع بين الأجيال ، كما أن اغلب الشركات تتطلب الشهادات ولا تنظر إلى الخبرة أو الإبداع زيادة إلى عدم الثقة الموجودة في العرب بصفة عامة في أبنائها وأكثر من هذا كله الدول العربية لم تكلف نفسها بالاهتمام في هذا المجال فهو مهمش.

 كم فيلما تمّ إنتاجه من طرفكم حاليا؟

كانت انطلاقتنا منذ حوالي سنة 2011، حيث كان العمل أكثر خارج الجزائر في مجال تصميم كتب الأطفال، حيث كانت بداية الإنتاج بهدف الجودة وليس الكمية، فلحد الآن تم إنتاج حوالي 6 أفلام قصيرة جدا 3 منها عبارة عن حلقات أولى كنموذج لسلسلة، ولكن تم إيقافها لعدم تلقيها صدى.

 هل حاولتم الاتصال بجهات معينة في الجزائر لتبني إنتاجكم واعتماده للنشر وتوجيهه للأطفال داخل الوطن؟

إن الأعمال المحلية لا تلقى أدنى تشجيع ولا دعم، بل صعوبات كبيرة جدا وأبواب توصد مثلا و بكل صراحة تم رفض 3 أعمال مقدمة لقناة القرآن الكريم وعملين قدما لقناة الامازيغية، ويقولون انه لا يوجد منتوجات جزائرية ..مع العلم أن العمل كان عبارة عن يوميات عائلة جزائرية ولكن تم رفض السلسلة بحجة أن عيني البنت الصغرى كبيرتين ...صدق أو لا تصدق فهذه هي الحقيقة.. الحمد لله الآن هنالك تعامل مع بعض وحدات الإنتاج من بينها شركة آية للفن الرقمي، قناة جرجرة حاليا، حيث يمكنكم مشاهدة بعض الأعمال من خلالها؟

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024