احتضنت عدّة مراكز ثقافية وقاعات عروض وفضاءات عامة عبر ولاية بومرداس فعاليات تظاهرة “بانوراما مسرح بومرداس”، التي انطلقت سهرة الخميس وتتواصل إلى غاية 30 جويلية الجاري. وتعد هذه المبادرة الأولى من نوعها، بتنظيم من وزارة الثقافة والفنون، بالتنسيق مع مديرية الثقافة بالولاية والجمعيات الفنية الناشطة في مجال المسرح. وقد شكّلت التظاهرة فرصة ثمينة لتقديم باقة من العروض المسرحية التي جذبت اهتمام الجمهور وأضفت أجواء من المتعة على سهرات موسم الاصطياف، وسط حضور لافت للعائلات ومحبي الفن الرابع.
استقطبت تظاهرة بانوراما مسرح بومرداس التي بادرت إليها مديرية الثقافة والفنون بالتنسيق مع المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، جمهورا متنوعا من مختلف الفئات والأعمار وهواة الفن الرابع الذين استمتعوا بالعروض واللوحات الفنية التي قدمتها الفرق المسرحية المحلية، وشملت عدة قاعات ومراكز ثقافية بالولاية وهذا بعد العرض الافتتاحي الذي احتضنته ساحة 5 جويلية وسط المدينة بحضور فنانين مبدعين وفرق مسرحية مبرمجة، لتنشيط الحدث بلوحات تعيد للمشهد الثقافي حيوته وتعطي فسحة للعائلات والأطفال للاستمتاع بالمشاهد الفنية المقدمة خاصة مع حضور عدة اسماء بارزة ومعروفة على الساحة الوطنية.
وقد جاءت التظاهرة المسرحية الأولى من نوعها بحسب المنظمين في مديرية الثقافة لتجسيد جملة من الأهداف أبرزها محاولة تنشيط المشهد الثقافي والفني المحلي طيلة سهرات الصيف، تزامنا واستقبال ولاية بومرداس لآلاف الزوار والعائلات من المصطافين الذين يستمتعون بعطلتهم وأوقاتهم على شاطئ البحر، من أجل الراحة والاستجمام وبالتالي حاجتهم إلى لحظات أخرى من الترفيه والتسلية عن طريق برمجة أنشطة ترفيهية مختلفة منها العروض المسرحية المدرجة ضمن البرنامج الثقافي الصيفي الذي امتد ليشمل عدد من القاعات عبر بلديات الولاية.
كما أعطت تظاهرة بانوراما المسرح فرصة الحضور لمختلف المبدعين والمنتجين الشباب وعدد من الفرق المحلية، التي ساهمت في إثراء المشهد المحلي وحتى الوطني بأعمال فنية لاقت استحسان الجمهور ونقاد المسرح، وكان لها دور كبير في تنشيط التظاهرات والمهرجانات الوطنية، نذكر منها تعاونية الصخرة السوداء التي قدمت عرض “كياس ولباس”، جمعية صدى الشباب للثقافة والفنون بعرض مسرحية “عودة يوغورطة”، جمعية الشعلة للمسرح والسينما بمسرحية “الشبكة”، تعاونية مسرح السنجاب بعرض “صح لارتيست” وغيرها من العروض التي صفق لها الجمهور المحلي ببلديات سوق الحد، بودواو، اولاد موسى، بغلية، حمادي، الناصرية وغيرها.
اللافت أيضا في “تظاهرة بانوراما مسرح بومرداس” لهذه السنة أنها حاولت الخروج عن المألوف والتقليد، من حيث طبيعة العروض المقدمة للجمهور والمواضيع المعالجة من قبل الفرق والتعاونيات المسرحية المحلية، وهذا بمحاولة الجمع ما بين العرض الكلاسيكي والاتجاهات الحديثة الذي يتناول مسرح الأداء أو العروض التجريبية والتوثيقية للأحداث التاريخية المهمة، أو مسرح مكان الحدث الذي شهد حدثا دراميا أليما أو فاجعة ارتبطت بالممارسات الوحشية للاستعمار الفرنسي التي سلطها على المجاهدين والمسبلين بمراكز التعذيب الكثيرة بولاية بومرداس، منها مركز “غوتيه” ببلدية سوق الحد الذي كان مسرحا لتقديم لوحات فتية حية تحاكي معاناة المعتقلين في معتقلات الموت.