جهود لا تتوقـف في مكافحــة الاستنساخ غـير المشروع
نظم كل من “المنظمة العالمية للملكية الفكرية” (ويبو) و«الفدرالية الدولية لمؤسسات حماية حقوق الاستنساخ الخطي” (إفرو)، ندوة رقمية حول الجوانب العملية للمكافأة عن النسخة الخاصة للمصنفات النصية والبصرية ودور الجمارك في البلدان الإفريقية. وشهدت الندوة مشاركة نوعية من الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وكذا ممثلة إدارة الجمارك الجزائرية، التي سلطت الضوء على جهود الجمارك في حماية حقوق المؤلفين، ومكافحة الاستنساخ غير المشروع.
شارك الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، نهاية الأسبوع الماضي، في ندوة رقمية نظمها كل من “المنظمة العالمية للملكية الفكرية” (ويبو) و«الفدرالية الدولية لمؤسسات حماية حقوق الاستنساخ الخطي” (إفرو)، بالتعاون مع مؤسسات الإدارة الجماعية للحقوق في البلدان الإفريقية المشاركة في “مشروع الويبو- إفرو للاستنساخ الخطي”.
ووفقا للديوان، فقد شهدت الندوة (التي عرفت مشاركة واسعة لأكثر من 100 مشارك من مختلف الدول الإفريقية) تقديم مداخلة نوعية من قِبل سيليا حاكيمي، ممثلة إدارة الجمارك الجزائرية ورئيسة مكتب تأطير مكافحة التقليد، حيث سلطت الضوء على العمل الجبار الذي تقوم به إدارة الجمارك في حماية حقوق المؤلفين، لا سيما فيما يتعلق بتحصيل الأتاوة على النسخة الخاصة ومكافحة الاستنساخ غير المشروع.
كما قدم شرفي طيوش، مستشار بالديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، عرضا أبرز فيه الجهود المبذولة من طرف فرق الديوان في مجال تحصيل الأتاوة، مذكرا بالالتزام المستمر للمصالح المختصة في السعي نحو توسيع التحصيل ورفع العائدات لفائدة المؤلفين، وذلك من خلال التنسيق الوثيق مع الشركاء، وعلى رأسهم إدارة الجمارك الجزائرية.
وفي السياق ذاته، قدم مهدي دلمي، المدير العام المساعد للديوان، مداخلة تركزت على مجموعة من المحاور: حيث تطرق دلمي إلى إنشاء إطار دائم للحوار والتنسيق بين مؤسسات الإدارة الجماعية للحقوق وإدارات الجمارك الإفريقية، بالشراكة مع “الويبو” و«إفرو” والكونفدرالية الدولية لمؤلفي وملحني الأعمال (CISAC)، من خلال تنظيم اجتماعات دورية وورشات عمل وندوات إقليمية.
كما دعا إلى تعزيز القدرات المتبادلة عبر التكوين المستمر لموظفي الجمارك بخصوص آليات تحصيل الأتاوة على النسخة الخاصة والاستنساخ الخطي، وتوطيد التعاون القانوني والتقني بين مؤسسات التسيير الجماعي وإدارات الجمارك.
وأكد دلمي إلى ضرورة تصميم منصات رقمية مشتركة لتنظيم وتيسير التعاون في مجال التحصيل والتوزيع، وإنشاء نظام لتقييم نتائج التعاون بصفة دورية، ومرافقة المستخدمين وتسهيل إجراءات دفع الأتاوات من خلال تنظيم ندوات توعوية عبر الإنترنت.
وأشار المُداخل إلى الشراكة النوعية التي تجمع بين الجمارك الجزائرية والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، والتي توجت بإنشاء شباك موحد يهدف إلى تبسيط الإجراءات وضمان الشفافية في تحصيل وتوزيع الأتاوات.. كما شدّد على أهمية توسيع هذه التجربة خارج الحدود الوطنية لتشمل مختلف الدول الإفريقية.
وفي ختام الندوة، نوّه المشاركون بالطابع غير المسبوق لهذا اللقاء الذي جمع لأول مرة مؤسسات التسيير الجماعي وإدارات الجمارك الإفريقية، مؤكدين أن الهدف المشترك يتمثل في خلق بيئة أفضل للمبدعين في القارة الإفريقية، وضمان حماية حقوقهم وتوزيع عادل لمستحقاتهم.
