رواية “ حيزية أميرة الحب و الزيبان “للزهاري لبتر

سفر في التاريخ و الأدب الشعبي انطلاقا من قصيدة بن قيطون

حبيبة غريب

يعتبر كتاب  “حيزية  أميرة الحب و الزيبان “ ، للكاتب لزهاري لبتر، أكثر من رواية تحكي عن إحدى أشهر قصص الحب التي عرفتها الجزائر،  بل تعدت السرد و الخيال الأدبي، للبحث في التاريخ و في الأدب الشعبي  الجزائري  و العادات و التقاليد ، في محاولة من الكاتب لإعادة بناء أحداث القصة، التي لا يعرف منها سوى قصيدة قالها شاعر زاهد في محاولة منه لإخماد لوعة الفراق في قلب  عاشق قهره موت حبيبته حيزية.  
عزوني يا ملاح في رايس لبنات
        سكنت تحت اللحود ناري مقدية
 يا أخي أنا ضرير بيا ما بيا  
          قلبي سافر مع الراحل حيزية
 من منا لا يعرق هذه القصيدة  الجميلة والحزينة الشاعر الكبير  محمد بن قيطون   ، قصيدته الوحيدة و الواحدة في الغزل و هو المشهور في زمانه بقصيد المديح في  الرسول الكريم ، القصيدة التي كتبت مند قرابة  140 سنة و التي غناها الكثيرون من  الفنانين و تألق بها  الكثيرون وعلى رأسهم الفنان الراحل خليفي أحمد، و الراحل  عبد الحميد عبابسة و رابح دراسة، مخلدين بذالك واحدة من أجمل قصص الحب و العشق التي عرفها تاريخ الجزائر.
 وعادت  القصة  من جديد، على شكل رواية تحمل عنوان :  “حيزية  أميرة الحب و الزيبان “ ، من الجميل التحدث عنها في عيد الحب ، و هي الصادرة باللغة الفرنسية  عن دار  النشر الإبريز، لمؤلفها الكاتب و الناشر لزهاري لبتر، الذي وصف في تصريح للشعب “ مشروع كتابتها ، ب الشيء الطبيعي جدا”،      
  و قال لزهاري في هذا الشأن : انه من الطبيعي “أن اكتب على قصة حيزية و سعيد ، كونها حدثت  بمسقط رأسي  الاغواط ، التي هي أيضا مسقط رأس الشاعر الكبير عبد الله بن كريو، المشهور برباعية قمر الليل ، و الذي كتب كل قصائده  لامرأة  كان يحبها كان اسمها فاطمة.، و في صغري كنت أشاهد والدي و هو يستمع كثيرا للإذاعة الوطنية ، و ذات يوم، أذيعت، أغنية حيزية بصوت الراحل خليفي احمد ، فأدركت حينها إنها قصة حب ، و كنت في الثانوية .”
 ولم يمكن المشروع بالسهل، يقول لزهاري، حيت أن “ المشكل مع قصيدة حيزية أننا لا نملك أية وثيقة حول القصة، الشيء الوحيد الذي لدينا هي قصيدة الشاعر الكبير المعروف محمد بن قيطون . فانطلقت من القصيدة، التي فيها الجغرافيا و العادات و التقاليد إلى المعلقات ، فيها رحلة الشتاء و الصيف، انطلاقا من واحة سيدي  خالد حتى منطقة بازار بالصحراء”و  وهي أيضا  تشير بين أبياتها  إلى المكان الذي ماتت به حيزية، “واد ايتال” ، هذا دون أن تذكر أسباب الوفاة”.
 و قد انطلقت، أضاف الكاتب قائلا “ من المعلومات الموجودة، و كانت رحلة بحث طويلة عبر التاريخ المنطقة  و المراحل التي عرفتها ن كقدوم الأتراك و بنو هلال، و الفرنسيين ، و عملت على حل الإشكال المتعلق بكيفية تقديم  شخصية حيزية، و سعيد، فان الكثير قد قال إنهم كانوا عاشقين، و انه قد أحبها مند الصغر ، و يقول البعض الأخر عن موتها أنها ماتت مسمومة”.
للإشارة، فالرواية التي سيتم ترجمتها لاحقا إلى العربية والأمازيغية، هي بمثابة مرجع مهم ألم بكل الأعمال التي أحيطت بالقصة، من قصائد و ترجمة لها ، وعناوين و مراجع  باحثين، قيمة، فهي تشكل  بصفحاتها 286 مرجعا قيما يعرف بإحدى أجمل  القصص التي عرفها الأدب الشعبي الجزائري.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024