يرى أحمد رجوح أن صناعة المحتوى الرقمي في الجزائر صارت محورا هاما يستهوي كثيرين، خاصة في ظل التنوع الهائل في المحتوى الموجه لمختلف الفئات، وقال في تصريح لـ«الشعب” إن ما نعيشه اليوم من نمو ملحوظ وتطور مستمر ومتنوع في صناعة المحتوى أدى إلى ظهور جيل جديد من صانعي المحتوى الجزائريين.
وقال محدثنا إن صناع المحتوى تمكنوا من بناء جمهور واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي المعروفة كاليوتيوب والفيسبوك والانستغرام والتيك توك، ما يعكس الوعي المتزايد بأهمية الفضاء الرقمي كمنصة للتعبير، التعليم، الترفيه، وحتى التسويق، مشيرا إلى أن هناك طاقات إبداعية هائلة تسعى إلى تقديم محتوى قيم يعكس الثقافة الجزائرية وتطلعات الشباب.
وأبرز المتحدث تحديات تواجه صناع المحتوى مرتبطة بـالمنافسة الشرسة على الساحة الرقمية، والحاجة المستمرة إلى تقديم محتوى إبداعي ومبتكر للحفاظ على تفاعل الجمهور، لاسيما في ظل غياب إطار قانوني واضح ينظم هذه الصناعة ويحمي حقوق الملكية الفكرية لصانعي ومنتجي المحتوى، منوهاً بالجهود والمبادرات التي تبذلها الدولة في دعم صانعي المحتوى، على غرار بطاقة المقاول الذاتي التي تعد خطوة إيجابية ومهمة جدًا، لما توفره من مزايا وتسهيلات من حيث الإجراءات الإدارية، فضلا عن أنها توفر الإطار القانوني للعديد من المهن الحرة، بما فيها صناعة المحتوى الرقمي، كالمزايا المرتبطة بالتغطية الاجتماعية وتبسيط الإجراءات الضريبية، الأمر الذي يساهم ـ يقول ـ في تشجيع الشباب للولوج إلى هذا المجال والعمل بشكل منظم، والمساهمة في تهيئة بيئة أفضل لنمو الصناعات الإبداعية الرقمية، تجعل من الجزائر مركزًا جاذبًا للمواهب في هذا القطاع.
وتحدث رجوح عن معايير يمكن الاعتماد عليها في تصنيف المحتوى الرقمي على أنه ناجح، وهي معايير أساسية في نظره أبرزها: أن يكون المحتوى أصيلاً ومبتكرًا، يقدم قيمة حقيقية للجمهور مقترنة بمدى تفاعل الجمهور مع المحتوى، وأضاف أن المحتوى الهادف هو الذي يساهم في بناء الوعي وينشر قيما إيجابية لمعالجة قضايا مجتمعية مهمة بطريقة مسؤولة وفعالة، وهو المحتوى الذي يكون حسب المتحدث: ذو مضمون مستدام وقادر على التطور مع تغيرات العصر، مشيرا في الختام إلى أن صناعة المحتوى الرقمي الهادف في الجزائر واعدة، وتحتاج إلى مزيد من الدعم والاهتمام لتصل إلى العالمية، فالجزائر تملك من الكفاءات ما يكفي لتحقيق ذلك.