في أجواء من المرح والفرح البريء

«قراءة في احتفال» تختتم طبعتها الثّامنة

أسامة إفراح

اختتمت أمس الأربعاء، بقصر الثقافة مفدي زكريا، الطبعة الثامنة من مهرجان قراءة في احتفال بولاية العاصمة، وذلك في جو احتفالي ميّزه توزيع الجوائز على أطفال شاركوا في التظاهرة وتميّزوا فيها. وفي كلمته بهذه المناسبة، أشاد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بالمساهمة الإيجابية لولاية العاصمة في تجهيز فضاءات القراءة والمطالعة، وأكّد على أهمية «المطالعة التفاعلية» في التكوين الثقافي للطفل.
عبّر وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، في حفل اختتام تظاهرة «قراءة في احتفال» في طبعتها الثامنة، عن أمله في أن تشهد الطبعة القادمة مشاركة أوسع. وأكّد الوزير على ضرورة اعتماد «المطالعة التفاعلية» التي لا تقتصر على مجرد القراءة، بل تشرح للطفل لماذا يقرأ وكيف يقرأ، وكيف يلخص ما قرأه.
وتحدّث الوزير عن مشاريع لمواقع قراءة ومطالعة أكثر، وهو جزء من العمل الكبير الذي تقوم به الحكومة لتخصيص فضاءات جديدة بمختلف أشكالها، إيمانا منها بأهمية الثقافة والتربية ومختلف الفنون والإبداعات، إذ «لا يمكن الحديث عن مجتمع متمدّن ومتحضّر إلا بوجود الثقافة» يقول ميهوبي، الذي ذكّر الحضور بأنّ رئيس الجمهورية يرعى مثل هذه التظاهرات الخاصة بالطفولة، فهذه الأخيرة هي رأس مال أي مجتمع وأمة، و»الأطفال هم الغد المشرق للجزائر، لذلك كلّما وفّرنا لهم شروط التعليم ففي ذلك ضمان للتطور». واسترسل ميهوبي: «ليكن التفوق هو شعارنا، الفشل والإحباط يجب ألاّ يسود حياتنا..الجزائر تقدّم الكثير من الوسائل والإمكانيات لتأمين المستقبل وغد مشرق، فلنستفد من ذلك مهما كانت الظروف».
وأشاد الوزير بمجهودات ولاية الجزائر في توفير هياكل المطالعة وتجهيزها والسهر على تطوير أدائها، وهو ما كرّسه حضور والي العاصمة عبد القادر زوخ «شعورا منه بأهمية الثقافة في المجتمع».
من جهته، أعرب زوخ عن فخره بأبناء العاصمة، واعتبر أنّ «من واجب الولاية بذل كل ما في وسعها لتوفير الشروط اللازمة للأطفال».
قبل ذلك، كان عبد القادر جمعة، محافظ التظاهرة والمدير العام للمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بالعاصمة، قد افتتح الحفل بكلمة مقتضبة أشار فيها إلى خصوصية ولاية العاصمة في هذا المهرجان المحلي الثقافي، بتنظيمه نهاية فصل الصيف فيما ينظّم في الولايات الأخرى خلال العطلة الربيعية. واحتضن فعاليات التظاهرة 14 موقعا موزعة على إقليم الولاية، منها 9 مكتبات بلدية و5 قاعات مطالعة.
وشهد المهرجان، على مدار 8 أيام، ورشات سهر عليها منشطون ومتطوعون من المجتمع المدني، كما شهد منافسات بسيطة للأطفال المشاركين، وتم تكريم الكثير من الأطفال في المواقع في حد ذاتها، يقول جمعة مضيفا: «اخترنا اليوم حوالي 8 أطفال من كل موقع، تميّزوا في مختلف الورشات، كورشة القراءة والتعبير، والكتابة والأشغال اليدوية والرسم، ما يعني أن حوالي 112 طفل وطفلة من الفائزين في هذه المسابقة متواجدون معنا اليوم». وأعرب جمعة عن أمله في أن يتضاعف عدد المواقع والأطفال المشاركين السنة القادمة.
على هامش الحفل، الذي ازدان بالألوان والألحان، اقتربنا من الطفل مروان معلم، تلميذ بمدرسة عثمان بن عفان، ومشارك بمكتبة مالك بن نبي بالكاليتوس، وسألناه عن القصص التي قرأها، فأجاب مروان بأنها خمس قصص ذكر من بينها «حسن وأبوه الصياد»، ومغزاها أن السرقة فعل مشين، وكذا قصة «الخير والأصدقاء». اعترف مروان ببراءة بأنّه لم يكن معتادا على المطالعة قبل مشاركته في هذا المهرجان، ما عدا حصص القراءة في المدرسة، وهي إجبارية. هذا الطفل، الذي سيجتاز امتحان الشهادة الابتدائية السنة المقبلة، وعدنا بأنه سيواظب على المطالعة في المستقبل، دون أن يتخلى عن رياضته المفضلة، كرة القدم. بكلماته هذه، ذكّرني مروان بمقولة شهيرة: لقد درسنا قديما بأنّ «العقل السليم في الجسم السليم»، ومع الزمن اكتفشنا بأن «الجسم السليم في العقل السليم» كذلك.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024