قلبي يرعاك

بقلم: إيمان مريني

أصواتُ البكاء تعْلو في كل مْكان ، البيتُ مزدحم ببعض الغربَاء الذين يدعون الحزن لموتِك ، كل الألسنة تلهجُ بإسمكَ يا عزِيزي ..
أما أنا كنت لا أشعر بالصخب من حولي ، مستلقية فوق سريرِي في غرفتي التي يغزوُها الظلام أبكِِي بصمت ، أتأمل صورتكَ المنسية المعلقَة فوق جدار مشروُخ ، ألم يراوغني ، صداع لعين يلهثُ في رأسي ، أحقن نفسِي بقليل من الصبْر كي لا أنهآر ، عالقة ما بين الوعي و اللاوعي ، بداخلي فوضى عارمة ، عيناي ممتلئة بالهالات السوداء ، أحاولُ جاهدة أن أتلاشَى في العدم لا أفَكر في شئ و لا أحس بشئ ، أن أقفز من هذا الكابوس الذي يحتضنني الى الواقع الأليم الذي أعيشه ، أن أتخلَص من السواد الذي يحوم حولِي ، أهتفُ بتضرعْ «لماذا يحدثُ كل هذا لي يا الله..! « لم أعد أبصر نور الحياة بعد رحيلكَ ، أخبرني بأي اتجاه أخذَك الموت ..! بأي حق تجتاحك رائحة الجثث ..! أصبحتُ أسيرة هذه الظلمة الموحشة كنت أحس أن الروح التي منحني الله اياها اضمحلت كلها في لحظة واحدة ، أتعلم .. ! لم أتمعن في وجهك جيداً و هو ملفوف بالكفن الأبيض ، لم أهمس في أذنك «أرقد بسلام الآن» لم أشم دماؤك الثائرة على جبينك  ..
يقولون : الحياة أصعب من أن نبتسم لها ونمضي , بل هي تحتاج قلبًا مبتسمًا يملك قوة ، لكن لماذا علينا أن نُقاتِل هذا العالم المَمْقُوت لنستمر  إلى الأمام ..! كم تمنيتُ أن نكبر سوياً ، نشربَ الشَاي معاً في الحديقة الخلفية لمنزلنا المهدد بالقصِف ، نتَقاسمَ أوجَاعنَا وَ همُومنا ، نحلم معاً بالسلام و نحن نتأمل السماء ، أنْ نسرِد لأولادنا كل ليلة قبل النوم تَفاصِيل حَياتِنَا المحشوة بالحبُ بِصوتٍ مُتحشْرج .
أتساءل دائما ماذا يحدث لو تحررنا من هذه الحرب المؤلمة ..! ماذا يحدث إن عشنا بأمان دون خوف

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024