دعا ديوان حقوق المؤلّف إلى فتح مكاتب بالجنوب

ميهوبي يثمّن إنشاء بنك خاص بالذّاكرة الفنية الجزائرية

أسامة إفراح

عديدة هي النّقاط التي تمّ التطرق إليها خلال الندوة الصحفية التي نشّطها سامي بن شيخ الحسين، المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، أول أمس السبت، نقاط تطرّقنا إلى بعضها في مقالنا أمس، على أن نعود إلى مسائل أخرى على غرار البنك الخاص بالذاكرة الوطنية، الحفاظ على استقرار المهرجانات بالإبقاء على محافظيها، مساعدة المبدعين الشباب، وحقوق المؤلفين والمبدعين على مواقع الأنترنيت.
قال عز الدين ميهوبي، الذي أصرّ على حضوره كمؤلف لا كوزير للثقافة، بأن الديوان الوطني لحقوق المؤلف مؤسسة محترفة في الدفاع عن حقوق المؤلف وحماية مصنفاته، واصفا تجربة الجزائر في هذا المجال بالمرجعية. وأضاف ميهوبي بأن الفنان يشعر الآن بأهمية الالتحاق بالديوان، الذي يلعب دوره في الجانب الاجتماعي والمهني والحفاظ على الحقوق في الداخل والخارج وتشجيع المواهب، وكل هذا “دليل على أن المؤسسة تطور مهامها وندعوها إلى أن تقوم بمهامها أكثر”، يقول ميهوبي الذي دعا الديوان إلى فتح مكاتب في الجنوب الجزائري.
كما أشاد المؤلف / الوزير بخدمة التراث التي يقوم بها الديوان الذي يوثق دائما أعمال الفنانين الجزائريين الكبار سواء الأحياء منهم والأموات، وكذا بإنشاء بنك خاص بالذاكرة الفنية الجزائرية، وإنجاز أكثر من 42 كوفريه: “الكوفريه القادم سيكون للحاج رابح درياسة”، يقول الوزير.
أما بخصوص المركز الصحي للفنانين، الذي تحدّث بن شيخ عن أنّ إنجازه رهن حلّ إشكالات إدارية متعلقة بمقرات تابعة لوزارة الثقافة يمكن استغلالها لهذا الغرض، أكد ميهوبي بأنّ الهدف “ليس إنشاء مصحة وإنما التكفل بخدمات أساسية كالتحاليل والأشعة”. وفي هذا الصدد، عمد وزير الثقافة إلى التأكيد على أنّها ستكون أقرب إلى المركز الطبي، الذي يوفر للفنانين إمكانية إجراء التحاليل والأشعة وإعادة التأهيل الطبي. ولتحقيق هذا الغرض، قال ميهوبي إن مصالح وزارة الثقافة تعمل مع وزارة المالية على بحث كيفية تحويل عقارات ومبان تابعة لوزارة الثقافة إلى الديوان الوطني لحقوق المؤلف، ليمكن استغلالها في مشروع المركز الصحي.
كما تحدّث ميهوبي عن إمكانية إنجاز استوديوهات تسجيل مجهّزة بكافة الوسائل، تكون تحت الوصاية المباشرة للديوان الوطني لحقوق المؤلف، ويستفيد منها مجانا المبدعون الشباب الراغبون في تسجيل أغانيهم، بشرط أن يكون ذلك في شكل مساعدة أولية لهؤلاء حتى يدخلوا عالم الفن، قبل أن يعتمدوا على أنفسهم ويجدوا لأعمالهم مكانا في الساحة الفنية.
من جهة أخرى، جدّد ميهوبي تأكيده على أنّ الوزارة لا ولن تموّل المهرجانات بشكل كلي. بالمقابل، لا يرى الوزير فائدة ترجى من تغيير محافظي المهرجانات في كل طبعة منها، وهذا حفاظا على استقرارها، وبدلا من ذلك يجب العمل على تدارك الأخطاء المسجلة وتصحيحها في الطبعات المقبلة. وأرجع المتحدث تأجيل المهرجانات كمهرجان عنابة الدولي للفيلم المتوسطي (الذي تأجّل إلى مارس من السنة المقبلة)، إلى سياسة الوزارة في هيكلة التظاهرات الثقافية، لا في جانبها الجانب المالي بل وفي توقيتها كذلك.
نقطة هامّة تطرّق إليها سامي بن شيخ الحسين، المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، خلال الندوة الصحفية ذاتها، وهي مسألة حقوق المؤلفين على مواقع أنترنت. وفي هذا الصدد قال بن شيخ إن كل مؤسسات حماية المؤلف (وديوان حقوق المؤلف عضو مجلس إدارة الكونفدرالية العالمية لمؤسسات حقوق المؤلف التي تضم 160 دولة) تواجه نفس المشكلة مع الأرضيات الافتراضية للفيديو التي صارت تتصل مباشرة بالفنانين: “هذا المشكل مطروح عالميا وفي شهر نوفمبر هناك اجتماع مع يوتيوب وغيره من المواقع التي تدفع المستحقات مباشرة للفنانين”. وكشف بن شيخ بأن ما يقبضه الديوان من يوتيوب قد لا يتعدى 190 في 3 أشهر، وهذا منذ التعاقد مع هذا الموقع منذ 3 سنوات، ما دفع الديوان إلى عدم توزيع المبالغ إلى حين. بالمقابل، توجد مؤسسات، على غرار آمرا التي تمثل نتفليكس ومؤسستين أخريين، تحترم مؤسسات حقوق المؤلف، وستكون الجزائر أول بلد في أفريقيا يتعاقد معها.
للإشارة، فقد تناول الكلمة عدد من الفنانين خلال هذا اللقاء، على غرار رابح درياسة، الذي دعا إلى حماية التراث من الزوال، والسيد زعنون، أمال زان، فرقة الداي، فريكلاين، والفنانة حياة زروق، هذه الأخيرة قالت إنّها أحسّت في السنوات الأخيرة مدى اهتمام الديوان بالفنان الجزائري: “نحس بوجود ديناميكية، دون نسيان أنّنا لا نملك عصا سحرية ليتغيّر كل شيء بين عشيّة وضحاها”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024