“النص بين حدود الإفصاح وتمثل المرجعيات”

غزلان هاشمي تقدم رؤيتها حول مفهوم النص الجديد

هدى بوعطيح

صدر للقاصة والأستاذة الجامعية غزلان هاشمي كتاب جديد بعنوان “النص بين حدود الإفصاح وتمثل المرجعيات” بألمانيا عن دار النشر العالمية “نور للنشر”، حيث تطرح فيه المؤلفة تساؤلا حول ما إذا كانت الكتابة، بوحا يجاوز الكبت ليفسح المجال للذات حتى تتخلّص من مواجعها ومن مخزونها الذاكراتي، أم أنها تمثيل لمرجعيات ثقافية وسياسية ودينية واجتماعية، وإن بدت مجاوزة للتسجيلية والتوثيقية؟.
أكدت القاصة غزلان هاشمي في تصريح لـ«الشعب” أن إصدارها الجديد جاء نتيجة تشاكل مفهوم النص في وعي المتلقين، حيث إن المفهوم التقليدي تمّ تقويضه، وصار الحديث عن نص معاصر مختلف تماما عن النصوص القديمة في موضوعاته وفي جمالياته وتجنيسه، وكأنه تعبير عن ثورة على القيم الأدبية والجمالية، ومن ثمّة على السلطة الاجتماعية والسياسية، قائلة “كل يعبر عن ثوريته بطريقة خاصة ويقدم رسالته بشكل مشفر”.
وأضافت أيضا بأن إصدارها الجديد محاولة للإجابة عن هذا التساؤل الذي طرحته، من خلال تقديم رؤيتها حول مفهوم النص الجديد، ثم بتقديم قراءات تأويلية في نصوص سردية وشعرية معاصرة، مشيرة إلى أنه تجسيدا للفكرة الأولى تحدثت عن الإشكالية الأجناسية ثم عن النص الفيسبوكي الذي تحرّر من سلطة الأجناس الأدبية والمعيارية الثقيلة، لتنتقل إلى الحديث عن النشر الإلكتروني ثم الكتابة النسوية، بوصفها نمطا تعبيريا جديدا مؤسسا على الثورية وتهديم المرتكزات الجمالية والقيمية المتوارثة.
ولتجسيد الفكرة الثانية تقول الكاتبة إنها حاولت محاورة نصوص معاصرة ولتخفّف من المعيارية الثقيلة، حتى تؤسس وعيا جماليا مغايرا وهوية أدبية حدودها الاختلاف والمغايرة، وذلك في سياق حضاري شهد توترات مختلفة وتشويشا على مستوى المدرك العام، مشيرة إلى أن ما جمع بين النصوص المختارة أن المرتكزات القبلية تمّ تقويضها، فاسحة المجال لنصية جديدة، وفي سبيل ذلك تقول “جعلنا القراءات على محورين: محور خاص بالشعر ومحور خاص بالسرد”.
كما أكدت أن هذا الإصدار بحث في الممكنات اللغوية والجمالية التي تتموضع في إطار من اللاتحديد المعياري، تعبيرا عن زمنية تروم الانتهاك على جميع المستويات، وذلك تعبيرا عن وعي ثوري ورغبة في التجديد، لذلك فهو يبحث عن دلالة المغايرة على مستوى النصوص الجديدة، وعن ملامح الخروج عن السلطة الثقافية والمؤسسة الأدبية والتي تعبّر بدورها على ثورة عن السلطة السياسية والاجتماعية، ومن هذا المنطلق تتساءل “كيف يتمّ تمثيل المرجعيات في هذه النصوص إذا سلمنا بما قلناه سابقا”؟.
وحسب الأستاذة هذه النصوص وإن بدت مجاوزة للمرجعيات المختلفة، إلا أنها تحتويها ثم تعيد صياغتها من جديد، وذلك بحثا عن راهنية ثقافية وهوية إبداعية مغايرة، لذلك ـ تقول ـ تظلّ محتفظة نوعا ما بجزء من تلك المرجعيات أو بذاكرة نصية قديمة وإن بدت متوارية، بل حتى في توصفها الثوري تظلّ رهينة هذا المثول لأن فعل المجاوزة في حدّ ذاتها يضمر نوعا من الاعتراف مهما ادعى عكس ذلك.
وعن اختيارها لعنوان الكتاب “النص بين حدود الإفصاح وتمثل المرجعيات” أشارت إلى أنها من خلال ذلك فهي تبحث عن دلالة الاختلاف، عن المظاهر الثورية وعن البوح المدجج بالأسئلة، لكن في ظلّ وجود مرجعيات يحتويها الخطاب الأدبي، ويحاول تجاوزه وتهديم ارتكازاته وسلطاته القمعية فيما بعد.
وأضافت بأن الكتاب يقدم إجابات جاهزة، إذ الأصل في تأليفه إثارة الأسئلة وبث القلق في روح المتلقي الجديد، حتى يبحث عن إمكانات جديدة وعن تعدد ينافي الانتقائية والجازهية المطلقة.
وعن صدور كتابها بألمانيا عن دار النشر العالمية “نور للنشر” أكدت القاصة غزلان هاشمي أن هذه الدار وجهت دعوة لها لتسجيليها بصفة مؤلف دائم، بعدما قرأ أعضاؤها بعض مقالاتها وبحوثها المنشورة في الانترنيت، مشيرة إلى أن الدار الألمانية “نور للنشر” يشتغل فيها بعض العرب المهاجرين وأكثرهم من المغرب العربي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024