الفنان نصرالدين دينيه يعود من شهر التراث بالمدية

مهام المتحف ترجمة الأعمال الفنية

المدية: م ــ أمين عباس

اعتبرت المتدخّلة فاطمة الزهراء بلحسين خلال اليوم الدراسي الذي جرت أشغاله بجامعة يحي فارس بالمدية، بأنّ عملية الصيانة الوقائية للوحات الفنية سهلة التنفيذ لمن لا يعرف بها، وصعبة على من له دراية ومعرفة بتطبيقها، فهي تجمع بين القدرة على التحليل والتشخيص والفحص والاستنتاج والاجتهاد، والتمتع بالصبر، والحس الفني، والثقة بالنفس التي تأتي من الخبرة والدراية التامة بهذا العلم.

 أكّدت الباحثة في محاولة جادة منها لتبيان أهمية أعمال الفنان المستشرق ، أن اللوحات الفنية مع مرور الزمن تتعرض لعمليات تلف مختلفة، نتيجة لعوامل البيئة المحيطة وعدم التخزين الجيد والنقل وأسباب تقنية في اللوحة نفسها، وحسبها يأتي هذا العلم من أجل الوقاية من هذا التلف أولا ثم المحافظة على اللوحة ليمتد عمرها فترة أطول، ثم معالجة ما لحق بها من أضرار لتحسين صورتها النهائية، حيث أن الهدف من اللوحة هو إعطاء منظر جمالي، وهذا ما وجدت من أجله، حاثة على وجوب التنويه أنه كما للرسم فنانيه فلا شك أن عملية الصيانة تتطلب مختصين وخبراء ذوو مهارة فنية وعلمية، ذلك أنها علم منفصل وقائم بذاته، لهذا فالأهم أن نعرف كيف نحافظ على اللوحة بدون تدخل مباشر أو أقل تدخّل ممكن، لأنّنا هنا نتعامل مع قطعة حضارية لها قيمتها الفنية والتاريخية والتراثية.

عناصر ساهمت في مرجعيته الفكرية والابداعية

  عرضت الباحثة بلحسين عدة محطات من شخصية هذا  الفنان من بينها استقراره في الجزائر، حيث أشارت بأن  حياة المستشرق الفرنسي تزامنت مع الحقبة الاستعمارية الفرنسية للجزائر، وخلالها زار «اتيان ديني» الجزائر لأول مرة عام 1883م، وفي سنة 1884 كانت لي «ديني» أول زيارة إلى الجزائر استغرقت شهرا رفقة صديقه «لوسيان سيمون»، وهذا في إطار رحلة علمية، فرأى «ديني» بأن الفرصة سانحة لاكتشاف عالم آخر يختلف جذريا عن موطنه الأصلي، ودامت رحلته شهرا فقط، لكنّها سلبت عقله وروحه، فظل مبهورا بهذا المحيط، فغادر إلى فرنسا بجسده لكن قلبه وعقله بقي مشدودا إلى الجزائر بأهلها وطبيعتها.
ذكرت هذه الباحثة في هذا الصدد بأنّه «ما إن عاد ديني إلى فرنسا واستلم منحة السفر من صالون الصناعة التقليدية على لوحته، حتى عاد في فصل الربيع من نفس السنة 1885 إلى الجزائر، وكانت الرحلة طويلة تنقّل خلالها إلى أعماق الواحات الجزائرية، حيث زار غرداية، ورقلة، الأغواط وسدراتة، ثم المسيلة فبوسعادة، وتمكّن ديني في هذه الرحلة من انجاز العديد من اللوحات من بينها الغطّاسون، وادي المسيلة، وأبرزها رائعة سطوح الأغواط التي اقتناها فيما بعد متحف لوكسمبورغ، كما كانت سنة 1904 بالنسبة لديني محطة الحسم في حياته التي كان يقسمها بين فرنسا وبين الصحراء الجزائرية عامة و بوسعادة خاصة، هذه الأخيرة التي اشترى بها سكنا وقام بترميمه للإقامة الدائمة وفضل أن يكون في الحي العربي بدلا من الأوربي، وهناك واصل حياته الأدبية والفنية فنشر العديد من المؤلفات والكتب منها صور عن الحياة العربية والسجناء...إلخ».
 
نبوءة اعتناقه الإسلام سابقة في تاريخ المستشرقين

  استطردت الباحثة رؤيتها بأنه «ومن كثرة اهتمامه بالموضوع الإسلامي تنبّأ بعض النقاد باعتناق ديني للديانة الإسلامية، وهو ما حصل فعلا بين سنة 1913 - 1914، وتقلّد اسم نصر الدين ديني، وحسب ما صرح به فإن قراره لم يكن وليد الصدفة، وإنما كان عن دراية واقتناع وبعد دراسة تاريخية معمّقة لجميع الديانات لفترة طويلة، وكان لاعتناقه الإسلام وقع كبير على الأوساط الغربية التي لم تتوان في التنكر له، فلقي الكثير من الصدود والجحود رغم أن أعماله وصلت في أواخر أيامه الى قيمتها من ناحية القيمة الفنية».
«ديني» لم يتأخّر في اكتشاف الديانة الإسلامية، حيث سافر إلى مكة المكرمة عام 1929م مع صديقه سليمان وزوجته لأداء فريضة الحج، والتي خصّها بكتاب «الحج إلى بيت الله الحرام»، فأصبح يسمى الحاج نصر الدين .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024