لم تمنعها الإعاقة الكبيرة التي تعاني منها مند طفولتها من تحقيق طموحها وإعلاء موهبتها في الكتابة وترجمتها إلى دواوين للشعر والخواطر يحملون بين صفحاتهم قصائد ونصوص باللغة الفرنسية، عميقة المعنى والمضمون، جميلة الحرف والكلمة، نصوص حملتها آلامها وأمانيها، أحلامها وأفكارها، وقبل هذا وذاك عزيمتها القوية التي تبرهن من خلالها للجميع أنه لا شيء مستحيل، إنها المبدعة مريم اكرون، التي نكتشفها من خلال آخر ديوان لها «أمام البحر» وقصائد أخرى الصادرة سنة 2015.
مريم أكرون من مواليد 15 جانفي 1984 بمدينة قسنطينة بالشرق الجزائري، اكتشفت موهبتها للكتابة وهي الطور الابتدائي بعد ما طلبت منها معلمة اللغة الفرنسة أن تكتب قصيدة، ومنذ ذلك الحين سكنتها الكلمات، و أصبحت الكتابة أمر حيوي بالنسبة إليها. جعلت من حياتها قصيدة تحكي عن النضال المستمر من أجل الحياة والاستمرار وتحدي الإعاقة الجسدية، وهذا ما نلمسه من خلال ديوانها عامة وقصيدة «وماذا في ذلك؟» التي تقول فيها: «أخذ كرسي المتحرك مكان أرجلي.....وهاتفي النقال أصبح صوتي....ماذا في ذلك؟ أضحك من مرضي وماذا في ذلك؟ ...أريد مكاني في المجتمع و أبحت عن توأم روحي..فماذا في ذلك؟
يأتي ديوان «أمام البحر» الذي صدر بمطبعة بلعسل، وهو المشروع الذي تبناه اتحاد الكتاب الجزائريين في محاولة منه لتشجيع كاتبة من نوع خاص، والتي تقول في نص لها تحت عنوان الكتابة: «الكتابة جعلت مني فتاة حرة وسعيدة، نعم أنا سعيدة لأنني مرحب بي ومسموعة بين الشعراء والكتاب»، والديوان من 91 صفحة يحمل قصائد ونصوص متنوعي تحاكي الذات والضمير، الأمل والفرح التطلع لغد أفضل وتحكي أيضا عن الحب والوطن والحنين والإرادة والعزم على تحدي الصعاب والعراقيل.
إنها مريم أكروت، مثال للشجاعة وللأمل، ذلك الأمل الذي زرعته كلمات في أول ديوان لها «لحن الحياة» الصادر في 16 أفريل من سنة 2006 بعنابة بمعية احمد شيحاني ومدير الثقافة آنذاك دريس بوديبة الذين وككل من مد لها يد العون رأوا فيها موهبة جديرة بالتشجيع.